نموذج بياني
رابط تحميل الكتاب
جاء في مقدمة ابن خلدون : الفصل الثلاثون ، تحت عنوان : الخط والكتابة من عداد الصنائع الإنسانية قوله : الخط ) . . رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس . فهو ثاني رتية عن الدلالة اللغويّة ، وهو صناعة شريفةً إذ الكتاباً من خواص الإنساني التي يُمَيّرُ بها عن الحيوان .
وأيضاً فهي تُطلع على ما في الضمائر وتتأذى بها الأغراض إلى آلبلَدِ البعيد . . وخروجها في الإنسان من القوة إلى الفعل إنما يكونُ بالتعليم ، وعلى قدر الاجتماع والعمران . تكون جودة الخط في المدينة ؛ فهو من جملة الصنائع . . ولهذا نجد أكثر البدي أمين لا يكتبونَ ولا يقرأون ، ومن قرا منهم او كتب فيكون خطة قاصراً وقراءته غير نافذة . . وينتقل ابن خلدون إلى الكلام على صناعة الخط والكتابة وقوانين إحكامها ، ومعلمي هذه الصناعة في الأمصار الذين يلقنون المتعلم أصول الكتابة الصحيحة ، ويعرض لتاريخ الخط والكتابة عند العرب ، قبل الإسلام ، ويخلص إلى الحديث عن كيفية انتقال هذه الصناعة من التبابعة في اليمن إلى الحيرة في العراق ، ومنها إلى الحجاز ، ويؤكد بعد ذلك أن رسم الصحابة للمصحف لم يكن محكم الإجادة لبعد العرب عن الصنائع ، وكيف أن
التابعين اقتفوا رسم الشلف تبركاً بما رسمه أصحاب رسول الله و منبهاً إلى أن تنزية الصّحابة عن النقص في هذه الصناعة ليس صواباً وفي هذا يقول : وأعلم أن الخط ليس بكمال في حقهم ، إذ الخط من جملة الصنائع المدنية المعاشية . . والكمال في الصنائع إضافي ، وليس كمال مطلق إذ لا يعود نقطة على الذات في الدين ولا في الخلال . . وقد كان النبي * أميّاً وكان ذلك كمالا في حقه وبالنسبة إلى مقامه ، لشرفه وتنزهه عن الصنائع العملية . . وليست الأمية كمالاً في حقنا نحن . . قال الله تعالى : وخلق الإنسان علمه البيان و ( ۱ ) وهو يشتمل بيان الأدلة كلها . فالخط المجود ، كماله أن تكون دلالة واضحة بإبانة حروفه المتواضعة وإجادة وضعها ورسمها .رابط تحميل الكتاب
تعليقات