الطبعة : 1
عدد الصفحات : 220
تاريخ النشر : 2000
.........
المنهج لغةً:*المنهج كما جاء في لسان العرب :الطريق الواضح ، ،وطريق نهج: بيّن واضح مستقيم، قال تعالى ”لكلّ جعلنا منكم شرعة ومنهاجا“ وجمعه : مناهج ، والمناهج هي : الطرق الواضحة التي يسلكها الدارس في دراسته .والمنهاج كالمنهج وهو مصدر ميميّ>
المنهج اصطلاحا:
*هو فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار من أجل الكشف عن الحقيقة ، وهو الخُطّة التي يرسمها الباحث لنفسه في ترتيب أفكاره ، وتوجيه موضوعات بحثه توجيها صحيحا ، وهو يتنقل من نقطة إلى أخرى ، ومن قضية إلى تالية من أجل الوصول إلى استنباط الأحكام العامة ، والنتائج الكلّية ، والخروج بالمبادئ والنظريات التي تمثل العلوم والمعارف. أو هو الطريق المؤدّي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة>
*ومن الباحثين من يستخدم مصطلح ” المنهجية“للدلالة على ما أسلفنا ، وهي تعني : العلم الذي يُبيّن كيف يجب أن يقوم الباحث ببحثه ، أو هي الطريقة التي يجب أن يسلكها الباحث منذ عزمه على كتابة البحث ، وتحديد موضوعه حتى الانتهاء منه ، أو هي : مجموعة من الإرشادات والوسائل والتقنيات التي تساعده في بحثه .وهي اتّباع مجموعة من المعايير والتقنيات والوسائل من قبل الباحث . وكان طبيعيا أن يرتبط منهج البحث بالجامعات ارتباطا وثيقا ؛ لأنها موئل الحقيقة ، ولأنّها تتعامل مع طبقة من المجتمع مؤهلة للبحث ، وطلب الحقيقة ، إضافة إلى أنّ البحث العلمي في الجامعات هو أحد الركائز التي قامت الجامعة من أجل تحقيقة خدمة للمجتمع الذي أنشئت فيه ، وللبشرية بشكل عام ، وغالبا ما تقاس الجامعات بمدى ما تقوم به في خدمة البحث العلمي.
1- مناهج البحث في اللغة :
منهج البحث في اللغة ، هو الطريقة التي يسير عليها دارس اللغة ليصل إلى حقيقة في موضوع من موضوعات اللغة من العزم على الدراسة وتحديد الموضوع حتى تقديمه ثمرة علمية إلى المشرف وكان طبيعيا أن يلتزم الباحث طريقة معينة ينتهجها في بحثه تكون من خلال ما نعرضه من مناهج .
ومناهج البحث في اللغة هي: المنهج المعياري ، والمنهج الوصفي .المنهج التاريخي ، المنهج التقابلي ،والمنهج المقارن .
أ- المنهج المعياري:
ساد هذا المنهج الدراسات اللغوية القديمة ، بدأ وصفيّا ، ثمّ انتهى معياريّا ، أي أنّه قام في البداية على سماع المادة اللغوية وجمعها ، وروايتها للخروج بعد ذلك بقواعد لها طبيعة الوصف اللغوي ، لكنّ هذا المنهج سرعان ما تحول إلى معياريّ
لقد نشأ النحو العربي نشأة وصفية ، باعتماد الاستقراء ، ولكنه جنح صوب المعيارية ، بعد أن وضعوا القواعد والأصول ، وتوقفوا عن استقراء المادة اللغوية ، فبرزت اللغة الرسمية ممثلة بهذا ، واعتبرت مقاييسه وقواعده فيصلا في الصحة والخطأ . وغالبا ما تكون المعيارية في أول الأمر لهجة محلية تنال شيئا من التمجيد ، أو التقدير ، ويعترف بها كلغة رسمية ، فالمعيارية بهذا المفهوم هي اللهجة التي تتخذ مقياسا للفصاحة والبلاغة كتفضيل لهجة قريش في الدراسات العربية على سائر اللهجات لأسباب دينية وسياسية ، ثم تكون هذه اللهجة نواة للمنهج المعياري وتتخذ قواعدها معيارا للخطأ والصحة كما في تاريخ العربية إنّ الهدف الذي نشأ من أجله النحو العربي وهو منع اللحن والخطأ فرضت عليه أن يكون معياريا لا وصفيا>
ب- المنهج الوصفي :
يقوم هذا المنهج على وصف الظاهرة اللغوية وصفا دقيقا في زمان ومكان محددين لاعتماد معايير واحدة في تحليل التنظيم اللغوي ، واعتماد القواعد الأكثر وضوحا وتبسيطا في تبيان عناصر اللغة ووصفها وتفسيرها ، إضافة إلى شمول المستويات اللغوية : الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية كافة وأنّه يتناول اللغة على أنها موضوع من موضوعاته.
ولذلك يوصف بأنّه منهج ساكن حيث توصف اللغة بوجه عام على الصورة التي توجد عليها في نقطة زمنية معينة . وللمنهج الوصفي أسس عامة وقواعد عملية في التحليل ، منها : أن الوصف لأي لغة ينبغي أن يبدأ من الصورة المنطوقة إلى الصورة المكتوبة ، ويتّخذ الوصف ثلاثة طرق في تحليل الظاهرة اللغوية ، وصولا إلى تقعيدها ، وهي : اسقراء المادة اللغوية مشافهة ، وتقسيمها أقساما ، وتسمية كل قسم منها ووضع المصطلحات الدالة على هذه الأقسام للوصول إلى وضع القواعد الكلية والجزئية التي نتجت عن الاستقراء فالبدء بالاستقراء وتسجيل الظواهر من أهم أسس المنهج الوصفي>
ج- المنهج التاريخي :
يبحث تطور اللغة الواحدة عبر القرون في جوانبها المختلفة ، وأيّة دراسة تاريخية من جوانب اللغة الصوتية أو الصرفية ، أو النحوية ، أو الدلالية تُعدّ من صميم المنهج التاريخي . إذا كان المنهج الوصفي يشترط في دراسته لجوانب اللغة الواحدة وحدة الزمان والمكان ، فإنّ المنهج التاريخي يجعل دراسته لجوانب اللغة الواحدة عبر القرون ، أي من خلال مساحة زمانية واسعة حتّى يتسنى للباحث من خلال استظهار ما حصل للغة من جوانبها المختلفة من تطور تاريخي>
د- المنهج المقارن :
يُعَدّ هذا المنهج أقدم المناهج اللغوية الحديثة ، يتناول بالدراسة المقارنة عدة لغات تنتمي إلى أسرة لغوية واحدة ، يعتمد في ذلك على تصنيف اللغات واللهجات المختلفة إلى أسرات لغوية على أنّ القرابة بين هذه اللغات لم تكن معروفة بشكل دقيق قبل اكتشاف اللغة السنسكريتية التي فُورنت باليونانية واللاتينية فاتّضح بعد المقارنة وجود صلة قرابة بين هذه اللغات التي رأى الباحثون اللغويّون أنّها انحدرت من أصل لأوجه التشابه بين لغات الأسرة الواحدة في الأصوات والصرف والنحو والدلالة.
وقد ظل المنهج المقارن سائدا طيلة القرن التاسع عشروأوائل القرن العشرين حتى جاء اللغوي السويسري دي سوسير وأثبت إمكان بحث اللغة الواحدة من كل جوانبها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية مخالفا بذلك ما كان سائدا آنذاك من عدم إمكانية بحث اللغة الواحدة بحثا علميا دقيقا .
ه- المنهج التقابلي :
يتناول هذا المنهج مقابلة بين لغتين ، الأولى هي اللغة الأمّ الأصلية ، التي اكتسبها الفرد في طفولته وبيئته التي نشأ فيها ، واللغة الثانية اكتسبها بعد ذلك ، من أجل التعرف على الصعوبات والفروقات بين اللغتين حتى يسهل تعلمها . وإذا كان المنهج المقارن يعمد إلى مقارنة لغتين منتميتين إلى أسرة لغوية واحدة كشرط أساسي له ، ويهتم أساسا باستخدام الأقدم سعيا منه إلى إدراك اللغة التي خرجت عنها كل هذه اللغات ، فإنّ المنهج التقابلي يعمد إلى مقابلة لغتين أو أكثر دون أن يهتم بالجانب التاريخي إذ إنّ هدفه تطبيقي فقط ، لذلك يمكن تطبيقه على لغتين تنتميان إلى أسرة لغوية واحدة أو إلى أسرتين لغويّتين مختلفتين أو بين لغة ولهجة لمعرفة الفروق اللغوية بينها>
مناهج البحث في الأدب :
ومنهج البحث الأدبي لا يفترق في طريقته عن منهج البحث اللغوي فالباحث يريد أن يصل إلى حقيقة في موضوع من موضوعات تاريخ الأدب وأهم مناهجً دراسة الأدب :
1. المنهج التاريخي :
يقوم هذا المنهج على قسمة الأدب العربي إلى عصوره السبعة، قسمة متطابقة مع العصور السياسية،والعصور هي : العصر الجاهلي ، عصر صدر الإسلام ، العصر الأموي ، العصر العباسي ، عصر الانحطاط أو العصر المملوكي، والعصر الأندلسي ، والعصر الحديث .ويحاول مقارنة عدد من القضايا والموضوعات التي تتعلق على سبيل المثال بمدى تأثر العمل الأدبي أو كاتبه بالوسط المعيشي والتاريخي لحقبة زمنية ما ، ومدى تأثيره بالمقابل فيه كما يدرس الأطوار التي مرّ فيها فنّ من فنون الأدب أو معرفة مجموعة من الآراء التي أبديت في دراسة عمل أدبي أو صاحبه بغية موازنة هذه الآراء
للاستدلال بها على نمط التفكير السائد في عصر من العصور، كما يهتم بجمع خصائص جيل أو أمّة في آدابها>
2. منهج الفنون الأدبية :
يقوم على دراسة الأدب العربي دراسة تعتمد على تصنيف نتائجه
إلى فنون أو أنواع أدبية وعلى تتبع هذه الأنواع عبر الزمن لمعرفة تطورها وأثر السابق باللاحق.ويقوم المنهج الفني على أسس فنية تُعدّ قواعد وأصولا له ، ومن أهدافه : 1- تمييزالجنس الأدبي 2- توضيح القيم الشعورية والتعبيرية 3- معرفة خصائص الأديب من الناحية الفنية والتعبيرية ، ويركز على شيئين أساسيين : 1- التأثر الذاتي من الناقد 2- عناصر النص الموضوعية والأصول الفنية ويقوم على مواجهة النص المراد تحليله ونقده من خلال تمييزجنسه شعرا أو نثرا وما مدى توفر الخصائص المقررة من قبل العلماء لكل جنس أدبي. كما يدرس الخصائص الفنية المشتركة بين الأدباء جامعاً بين الأدب والنقد من جهة وبين الأدب والعلم من جهة أخرى مصنفاً الأدباء حسب خصائصهم الفنية فقط ...
.............
تعليقات
إرسال تعليق