القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب محاضرات في اللسانيات في العامة pdf


تحميل كتاب محاضرات في اللسانيات في العامة pdf


كتاب محاضرات في اللسانيات في العامة pdf

تحميل كتاب محاضرات في اللسانيات في العامة pdf
 تحظى اللسانيات في زمننا هذا بأهمية كبرى ، ولم تعد في حاجة إلى من يدافع عنها ، أو إلى من يحاول إبراز أهميتها ، كما أنها لم تعد قاصرة على مجال الدراسات اللغوية والأدبية فحسب بل أصبحت تحتل حيزا معتبرا في كثير من المجالات ، وذلك لما قدمته من مفاتيح علمية لكثير من قضايا العلوم الإنسانية ، بل إن تأثيرها امتد ليشمل المجالات العلمية أيضا كالبيولوجيا ، والمنطق والفيزياء . والإعلام الآلي ، وغيرها من علوم . وإنّ هذا الكتاب هو محاولة لتبسيط مفاهيم هذا العلم بصفة خاصة ، وهو في الواقع كتاب تعليمي أعد لطلبة مرحلة الليسانس قسم اللغة العربية ، ويضم بين دفتيه مجموعة من المحاضرات والدروس تتناول بالدراسة هذا العلم من جميع مستوياته : الصوتية ، والصرفية ، والتركيبية ، والدلالية . وقد حاولنا في هذا الكتاب أن نركز على ما هو أهم ، وأن نبتعد قدر الإمكان عن المسائل الخلافية والتي ما زالت محل جدال بين العلماء كقضية العلاقة بين اللغة والفكر ، وأصل اللغة ، وتقسيم اللغات إلى فصائل ومجموعات ، وغيرها من المسائل الأخرى كما حاولنا الابتعاد عن الغموض و الضبابية ، اللتين كثيرا ما يوصم بهما هذا النوع من الدراسة ، وحرصنا على استعمال المصطلحات ذات الاستعمال الواسع والمتفق عليها بين معظم علماء هذا التخصص ، وعملنا عند استعمال كل منها على شرحها بطريقة مبسطة وذلك من أجل تمكين القارئ من فهم دقيق للمسائل المطروحة والقضايا امدروسة . ونشير إلى أننا ركزنا في هذه الدراسة عن الجانب الوصفي اللغة باعتبارها ظاهرة عامة وحاولنا تجنب الخوض في المسائل التاريخية لعلمنا أن  هذا النوع من الدراسة يحتل حيزا كبيرا من البحث ، ويحتاج إلى كتاب خاص ومستقل . 
واعتمدنا في جمع مادة هذا الكتاب على عدد كبير من المصادر بعضها قديم ، ويتصل بالدراسات اللغوية العربية القديمة ، وبعضها حديث ذو منحى الساني عام بالإضافة إلى بعض المعاجم اللغوية القديمة ، والمعاجم اللسانية الحديثة وقد جاءت خطة هذا الكتاب مقسمة إلى خمسة فصول اشتمل كل فصل منها على مباحث متعددة والفصل الأول هو عبارة عن عرض تمهيدي لعلم اللسانيات ، وتحدثنا فيه عن مفهوم هذا العلم ، وموضوعه وخصائصه ، وبعض الثنائيات التي جاء بها دي سوسير ، ودورة الخطاب ووظائف اللغة . 
أما الفصول الأربعة الأخرى فأختص كل واحد منها بمستوى من مستويات الدراسة اللسانية وفي الأخير نرجو إن نكون قد أسهمنا بهذا العمل المتواضع في إنارة الطريق لكل من يريد التعرف على هذا النوع من الدراسة واخص منهم طلبة الدراسات اللغوية الذين هم في أمس الحاجة إلى استيعاب الكثير من المفاهيم اللسانية من اجل استثمارها في بحوثهم النظرية والتطبيقية .
 كما لا يفوتنا أن نعبر عن شكرنا لكل من مد لنا يد المساعدة من أجل انجاز هذا البحث .

 مدخل إلى اللسانيات 

1 - تعريف اللسانيات :

اللسانيات هي الدراسة العلمية الموضوعية للسان البشري من خلال الألسنة الخاصة بكل قوم . يتجلى لنا من خلال هذا التعريف أن اللسانيات تتميز بصفتين أساسيتين هما : 
العلمية و الموضوعية . فما المقصود بهما ؟

 1- العلمية :

 نسبة إلى العلم و هو بوجه عام إدراك الشيء كما هو عليه في الواقع ، و بوجه خاص هو أتباع الطرق ، و الوسائل العلمية أثناء الدراسة والبحث ( كالملاحظة ، و الاستقراء ، و الوصف ، و التجربة . . . الخ ) .

 2 - الموضوعية :

 وهي كلمة مشتقة من الموضوع ، و يقصد بها كل ما يوجد في العالم الخارجي في مقابل العام الداخلي ، أو هي بتعبير آخر التجرد من الأحواء والميولات الشخصية أثناء الدراسة والبحث . 
وقد جاء في معجم اللسانيات لجون دي بوا أن اللسانيات هي " العلم الذي يدرس اللغة الإنسانية دراسة علمية تقوم على الوصف و معاينة الوقائع بعيدا عن النزعة التعليمية ، و الأحكام المعيارية و كلمة ( علم ) الواردة في هذا التعريف لها ضرورة قصوى لتمييز هذه الدراسة من غيرها ، لأن أول ما يطلب في الدراسة العلمية هو أتباع طريقة منهجية والانطلاق من أسس موضوعية يمكن التحقق من إثباتها .
 والعلم ( Science ) هو الذي يهتم بدراسة طائفة معينة من الظواهر لبيان حقيقتها وعناصرها ، ونشأتها وتطورها ووظائفها والعلاقات التي تربط بعضها ببعض ، والتي تربطها بغيرها ، و كشف القوانين الخاضعة لها في مختلف نواحيها " . ( 1 ) و تتميز اللسانيات عن علوم اللغة عند الغربيين قبل القرن التاسع عشر بجملة من الخصائص والمميزات حصرها جون ليونز ( J . Lyons ) فيما يأتي : 
1 . أن اللسانيات تتصف بالاستقلالية ، و هذه الصفة تؤكد علميتها في حين أن النحو التقليدي ( Grammaire ) كان يتصل بالفلسفة والمنطق . 
2 . تهتم اللسانيات باللغة المنطوقة قبل اللغة المكتوبة خلافا لعلوم اللغة التقليدية التي كانت تفعل العكس . 
3 . تعني اللسانيات باللهجات ، ولا تفضل الفصحى عليها على غرار ما كان سائدا في علوم اللغة التقليدية . 
4. تهدف اللسانيات إلى إنشاء نظرية لسانية تتصف بالشمولية ، إذ يمكن على أساسها دراسة مختلف اللغات ووصفها . 
5 . لا تعير اللسانيات أي اهتمام إلى الفروق بين اللغات البدائية ، واللغات المتحضرة لأنها جميعا جديرة بالدراسة والبحث ، دونما تمييز أو انحياز مسبق 
6 . تدرس اللسانيات اللغة ككل متكامل ، وذلك ضمن تسلسل متدرج من المستوى الصوتي إلى المستوى الدلالي مرورا بالمستويين الصرفي والنحوي.

 موضوع اللسانيات :

 قال دي سوسير في تحديد موضوع اللسانيات " إن موضوع علم اللغة الوحيد والحقيقي هو اللغة التي ينظر إليها كواقع قائم بذاته ، ويبحث فيها منهاجها تعتمد اللسانيات في دراستها اللغة على ثلاثة معايير علمية هي :

 أ - الشمولية : و معناها دراسة كل ما يتعلق بالظاهرة اللسانية دونما نقص أو تقصير .

 ب - الانسجام : ويقصد به عدم وجود أي تناقض ، أو تنافر بين الأجزاء في الدراسة الكلية . 

ج - الاقتصاد : ويراد به دراسة الظواهر اللغوية بأسلوب موجز ، ومركز مع التحليل الدقيق ، والميداني .

 أقسام اللسانيات العامة : 

قسم علماء اللسان الدراسة اللغوية إلى ثلاثة أقسام هي كما يلي :
1 . اللسانيات التاريخية وهي دراسة الظاهرة اللغوية عبر المراحل الزمنية المختلفة مع تبيان أسباب التغيرات التي تطرأ عليها وذلك  إما داخل لغة معينة بواسطة الأفراد .
 2 . اللسانيات المقارنة وهي دراسة صلات القرابة بين اللغات ودراسة النظريات والتقنيات المستعملة في المقارنة لإيجاد القواسم المشتركة بينها ، أو للتمكن من الوصول إلى اللغة الأم ، أو الأصلية التي انحدرت منها هذه اللغات . 
3 . اللسانيات الوصفية وهي أهم قسم في الدراسات اللسانية ذلك لأنها تختص بدراسة اللغة و تحليل وظيفتها وكذلك استعمال هذه اللغة من قبل الجماعة اللغوية في حيز زمني معين - في الحاضر حين يتعلق الأمر باللغات التي تركز بالدرجة الأولى على النطق . 
تحميل pdf
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات