كتاب: النقد الادبي الحديث PDF
تحميل كتاب: النقد الادبي الحديث PDF
تأليف: محمد غنيمي هلال
الناشر: دار نهضة مصر
ألمفهوم الحديث للنقد الأدبي
أخطر ما يتعرض له مفهوم النقد الحديث عندنا هو الفصل بين النقد - بوصفه علماً من العلوم الإنسانية له نظرياته وأسسه - وبين النقد من حيث التطبيق . فمن الواضح أن هذه النظريات والأسس لا تتوحد مع النتاج الأدبي بوصفه عملا فردياً ، فهي لم توجد ولم تتم متجردة من الأعمال الأدبية في مجموعها وملابساتها ، ولكنها نتيجة العمليات عقلية تركيبية مبدؤها النظر الدقيق والتأمل العميق للنتاج الأدبي ، وثمرتها التقوم لهذه الأعمال في ضوء أجناسها الأدبية وتطورها العالمي . وإذن لا منافاة بين النقد نظر و عملا ، بل لابد من الجانب الأول ليثمر النقد ثمرته ، بتقوم للعمل الأدبي ، صادر عن نظريات تبين عن الملتقى العام للمعارف الحمالية واللغوية في تاريخ الفكر الإنساني . وهي غير معزولة - طبعاً - عن التجربة الأدبية ، كما يزعم بعض أدعياء النقد وأعدائه الذين ينعي على أمثالهم جون استيوارت ميل فيما قاله من قبل ( عام ۱۸۳۱ ) هذا الرجل نظري - يقولها بعض الناس ساخرين – فتتحول إلى نعت ظالم جديب كلمة تعر في حقيقتها عن أسمى جهد للفكر الإنساني وأنبله .
ويقوم جوهر النقد الأدبي أولا على الكشف عن جوانب النضج الفني في التاج الأدبي ، وتميزها مما سواها عن طريق الشرح والتعليل . ثم يأتي بعد ذلك الحكم العام علها فلا قيمة للحكم على العمل الأدبي وحده ، وإن صيغ في عبارات طلية طالما كانت تتردد محفوظة في تاريخ فكرنا النقدي القديم . وقد تخطىء الناقد في الحكم ، ولكنه ينجح في ذكر مبررات وتعليلات وتضليل على نقده قيمة ، فيسمى ناقداً بل قد يكون مع ذلك من أكبر النقاد ، كما حدث للناقد العالى : سانت بوف ، في نقده لبعض معاصريه ، على حين لا نعد من يصدر الأحكام على العمل الأدبي - دون ترير فني - ناقداً - ، وإن أصاب . إذ ما أشبهه حياذ بالساعة الحرية ، تكون أضبط الساعات في وقت من الأوقات ، ولكن لا يلبث أن يتكشف زيفهاني لحظات .
وأقدم صورة للنقد الأدبي نقد الكاتب أو الشاعر ما ينتجه - ساعة خلقه لعمله - يعتمد في ذلك على دربة ومران وسعه اطلاع . وتقتصر أهمية هذا النوع من النقد على الخلق الأدبي . فكل كاتب كبر هو ناقد بالفعل أو بالقوة . ولكن نقده قاصر عن مهمة التوجيه والشرح ، وإن استمر هذا النوع من النقد مصاحباً للخلق الأدنى في كل عصوره .
وغالباً ما يكون النقد - في مفهومه الحديث - لاحقا للنتاج الأدبي ، لأنه تقويم الشيء سبق وجوده . ولكن النقد الخالق قد يدعو إلى نتاج جديد في سماته وخصائصه فيسبق بالدعوة ما يدعو إليه من أدب ، بعد إفادة وتمثيل للأعمال الأدبية والتيارات الفكرية العالمية ، ليوفق بدعوته بين الأدب و مطالبه الجديدة في العصر . وهذا النوع من النقد مألوف في العصور الحديثة لدى كبار النا قيادين والمحددين من الكتاب ، وقد كان خاصة العباقرة الذين دعوا إلى المذاهب الأدبية في مختلف العصور ، فساعدوا على أداء الأدب لرسالته ، وأسهموا كثيراً في تجديده ، مع إرساء دعواتهم على فلسفة مالية حديثة تضيف جديداً إلى ميراث الإنسانية . ولا شك أن قصور الثقافة النقدية لدى أكثر كتابنا من أبرز الأسباب في تأخر أدبنا و نقدنا معاً في العصر . وهذ اما يتخلف فيه هؤلاء الكتاب عن نظرائهم في الآداب العالمية الحديثة.
تحميل الكتاب
أخطر ما يتعرض له مفهوم النقد الحديث عندنا هو الفصل بين النقد - بوصفه علماً من العلوم الإنسانية له نظرياته وأسسه - وبين النقد من حيث التطبيق . فمن الواضح أن هذه النظريات والأسس لا تتوحد مع النتاج الأدبي بوصفه عملا فردياً ، فهي لم توجد ولم تتم متجردة من الأعمال الأدبية في مجموعها وملابساتها ، ولكنها نتيجة العمليات عقلية تركيبية مبدؤها النظر الدقيق والتأمل العميق للنتاج الأدبي ، وثمرتها التقوم لهذه الأعمال في ضوء أجناسها الأدبية وتطورها العالمي . وإذن لا منافاة بين النقد نظر و عملا ، بل لابد من الجانب الأول ليثمر النقد ثمرته ، بتقوم للعمل الأدبي ، صادر عن نظريات تبين عن الملتقى العام للمعارف الحمالية واللغوية في تاريخ الفكر الإنساني . وهي غير معزولة - طبعاً - عن التجربة الأدبية ، كما يزعم بعض أدعياء النقد وأعدائه الذين ينعي على أمثالهم جون استيوارت ميل فيما قاله من قبل ( عام ۱۸۳۱ ) هذا الرجل نظري - يقولها بعض الناس ساخرين – فتتحول إلى نعت ظالم جديب كلمة تعر في حقيقتها عن أسمى جهد للفكر الإنساني وأنبله .
ويقوم جوهر النقد الأدبي أولا على الكشف عن جوانب النضج الفني في التاج الأدبي ، وتميزها مما سواها عن طريق الشرح والتعليل . ثم يأتي بعد ذلك الحكم العام علها فلا قيمة للحكم على العمل الأدبي وحده ، وإن صيغ في عبارات طلية طالما كانت تتردد محفوظة في تاريخ فكرنا النقدي القديم . وقد تخطىء الناقد في الحكم ، ولكنه ينجح في ذكر مبررات وتعليلات وتضليل على نقده قيمة ، فيسمى ناقداً بل قد يكون مع ذلك من أكبر النقاد ، كما حدث للناقد العالى : سانت بوف ، في نقده لبعض معاصريه ، على حين لا نعد من يصدر الأحكام على العمل الأدبي - دون ترير فني - ناقداً - ، وإن أصاب . إذ ما أشبهه حياذ بالساعة الحرية ، تكون أضبط الساعات في وقت من الأوقات ، ولكن لا يلبث أن يتكشف زيفهاني لحظات .
وأقدم صورة للنقد الأدبي نقد الكاتب أو الشاعر ما ينتجه - ساعة خلقه لعمله - يعتمد في ذلك على دربة ومران وسعه اطلاع . وتقتصر أهمية هذا النوع من النقد على الخلق الأدبي . فكل كاتب كبر هو ناقد بالفعل أو بالقوة . ولكن نقده قاصر عن مهمة التوجيه والشرح ، وإن استمر هذا النوع من النقد مصاحباً للخلق الأدنى في كل عصوره .
وغالباً ما يكون النقد - في مفهومه الحديث - لاحقا للنتاج الأدبي ، لأنه تقويم الشيء سبق وجوده . ولكن النقد الخالق قد يدعو إلى نتاج جديد في سماته وخصائصه فيسبق بالدعوة ما يدعو إليه من أدب ، بعد إفادة وتمثيل للأعمال الأدبية والتيارات الفكرية العالمية ، ليوفق بدعوته بين الأدب و مطالبه الجديدة في العصر . وهذا النوع من النقد مألوف في العصور الحديثة لدى كبار النا قيادين والمحددين من الكتاب ، وقد كان خاصة العباقرة الذين دعوا إلى المذاهب الأدبية في مختلف العصور ، فساعدوا على أداء الأدب لرسالته ، وأسهموا كثيراً في تجديده ، مع إرساء دعواتهم على فلسفة مالية حديثة تضيف جديداً إلى ميراث الإنسانية . ولا شك أن قصور الثقافة النقدية لدى أكثر كتابنا من أبرز الأسباب في تأخر أدبنا و نقدنا معاً في العصر . وهذ اما يتخلف فيه هؤلاء الكتاب عن نظرائهم في الآداب العالمية الحديثة.
تحميل الكتاب
تعليقات
إرسال تعليق