القائمة الرئيسية

الصفحات

هوية الجسد/ هوية الكتابة( بين مركزية الذكورة ومأزقية الأنوثة)



هوية الجسد/ هوية الكتابة( بين مركزية الذكورة ومأزقية الأنوثة)
هوية الجسد/ هوية الكتابة( بين مركزية الذكورة ومأزقية الأنوثة)
الإشارة إلى الجسد، هي بالضرورة، إشارة إلى الوجود. والجسم، بطريقة أو بأخرى، هو الدليل الحاسم على الكينونة، وفقا للتعريف الفيزيائي للمادة، على أنها «كل ما له كتلة وحجم». بالتمعن في هذا التعريف المقتضب يبدو كأنه يحاول القول، بطريقة ما، إن المادة هي التي تعطي الوجود نفسه معناه كحقيقة. لكن ليست الفيزياء وحدها ما يعطي الجسد ما له من حضور بارز، وإنما الأديان الإبراهيمية أيضا تفعل ذلك، بخلقها لثنائية الروح والجسد، ثم افتراضها أن كليهما في صراع؛ حيث تذهب المسيحية، في بعض طوائفها، إلى افتراض أن الجسد يمثل شرور الأرض الزائلة، التي تحاول المساس بالروح، حيث الطهارة والنقاء، وبالتالي، ليس غريبا البتة كثرة الحديث عن «شهوة الجسد» في الكتب المسيحية، بدءا من العهد الجديد للكتاب المقدس، وصولا إلى كتب آباء الكنيسة، رغم الإقرار في أكثر من مناسبة في تلك الأسفار بوجود «الأرواح الشريرة» التي تحارب الخير، الذي هو الرب نفسه. رغم ذلك لا تجد الأديان، على إطلاقها، من وسيلة لتعبر بها عن نفسها، ومن أجل خلاص الروح نفسها سوى الجسد. 
تحميل المقال
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات