القصة القصيرة وتطورها عبر وسائل التواصل الحديثة
القصة القصيرة وتطورها عبر وسائل التواصل الحديثة
كان يُنظر دائما إلى القصة القصيرة على أنها نوع أدبي من الدرجة الثانية مقارنة "بشقيقتها الكبرى" الرواية. فقد جاء تحديدها قياسا إلى هذه الأخيرة بالرغم من أنها عرفت في الغرب رواجا باهرا منذ القرن التاسع عشر وفي الشرق منذ القرن العشرين. فإن لجأ إليها عدد من الكتّاب ومن بينهم نجيب محفوظ فإن زعيمها الفعلي والذي أعطاها بعدها الجمالي والاجتماعي والسياسي هو من دون منازع الكاتب المصري يوسف إدريس. إن لعب الحجم أي عدد الصفحات دورا في تحديد بنيتها فإن الصحافة اليومية طورت التسمية من قصة قصيرة إلى قصة قصيرة جدا ونرى ذلك واضحا في كتابات زكريا تامر الأخيرة على سبيل المثال إن كلا من يوسف إدريس وزكريا تامر جعلا من الصحافة المنبر الأساسي لنشر نتاجهما الأدبي وللتعبير عن التزامهما السياسي ولكن وسائل التواصل الحديثة كالأنترنات وما تفرع منه من مواقع شخصية (blog) وعامة فتح الباب واسعا لكتابات سردية تتخذ شكل القص والحكي وتكون بجمل قليلة أو بأسطر معدودة وتتخذ في الوقت نفسه من الأحداث اليومية مادتها الأساسية. فقد عملت هذه الوسائل على تطورها من جديد وإعطائها منحى جديدا. إن الإشكالية التي يطرحها هذا البحث مزدوجة. فمن جهة، يثير هذا التطور قضية النوع الأدبي بحيث يتساءل الباحث عن موقع هذه الكتابات الحديثة وهل هي من القصة القصيرة أو القصيرة جدا إم هي نوع آخر يدخل في ما يسمى "بعبر النوعية"؟ ومن جهة ثانية نتساءل عن الدور الذي تلعبه هذه الكتابات من الناحية الاجتماعية والسياسة كونها تتخذ من الواقع مادتها.
تعليقات
إرسال تعليق