إشكالية الهوية في الرواية العربية: معالم اغتراب أم بوادر استلاب؟
إشكالية الهوية في الرواية العربية: معالم اغتراب أم بوادر استلاب؟
الكاتب : هاجر مباركي . محمد سعيدي .
الملخص
الملخص: إنّ أهمّ ما يميّز الخطاب الروائي المعاصر، إلحاح الروائيين على العودة إلى الذات والتمسّك بها، والارتباط بالأرض والوطن، وبالتالي التشبّث بالخصوصية الثقافية والاجتماعية، كما وجّه العديد منهم انتقادا للذات من خلال رواياتهم، في رضوخها لواقع الاستلاب والتبعية، وتغييبها لهويتها أمام الغيرية، إنّها حالة من التمزّق بين حالتين أو مستويين من أنماط الهوية،فالذات أضحت تتجاذبها حالة من الصراع بين التصّورات الذهنية الراسخة، وما يقدّمه الآخر من بُنَى فكرية وثقافية مختلفة. فتحت التجربة الروائية المعاصرة، المجال رحبا للخوض في فضاءات حضارية وثقافية، من خلال الاحتكاك المباشر وغير المباشر بالآخر، فلقد أصبح الوعي بالإنسانية والإنسان وتصوير ضعفه وانهزاماته؛ هو موضوع إنسان الألفية الثالثة، لكلّ ما يحمله من توترات تهدّد وجوده، وصراعات تتحكّم في مساراته، وعولمة تطارده أينما حلّ وارتحل، وغدا الاستبطان النفسي، ورصد علاقات البشر الداخلية في علاقة الإنسان بنفسه، وعلاقته بالآخر.لقد أثارت الإبداعات الروائية العربية المعاصرة مواقف فكرية، أسهمت في تكوين الوعي المعاصر وتشكيل رؤية واضحة لعلاقة الأنا العربية بالغيرية، سمتها التباين في الطرح من روائي إلى آخر. ظلّ سؤال الهوية يجسّد ملامح الهوية في الرواية العربية، ولذا كانت كتابات الروائيين العرب عامة تؤكّد على التعبير عن الوحدة، وتشير إلى مظاهر تنوع الثقافة العربية الحديثة وغناها، ولقد أبرزت معظم الأعمال شظايا ملامح لهويات محلية متناثرة، تتناول الحرص على تفعيل ملامح من الهُويّة المحلية؛ مثل التركيز على إيجاد تعريف للذات. لم يكتف الخطاب الروائي العربي بعرض الهُويات، أو بيان مدى التوافق فيما بينها من عدمه، بل طرحت الرواية الجديدة إشكالية الُهوية المتغايرة بين الائتلاف والاختلاف، وتصدّع مفهوم الهوية الوطنية فضلا عن الهوية المتشظّية.
رابط المقال
تعليقات
إرسال تعليق