النقد النسوي في الخطاب النقدي العربي المعاصر
النقد النسوي في الخطاب النقدي العربي المعاصر
هناك جدل فكري واسع في الأوساط الثقافية الغربية والعربية حول مناهج قراءة الأدب والفن بصفة عامة؛ إذ ظهرت مناهج نقدية عديدة مؤثرة في الثمانينيات، مثل: السيمولوجي، والبنيوي، والتفكيكي؛ تلك المناهج التي تعنى بالأدب باعتباره ظاهرتين: لسانية شكلية، وجمالية، تنطلقان من النص لتعودا إليه؛ لتقصيا بذلك مرجعيات النص الخارجية.
وبعد ذلك، تعرف مرحلة ما بعد الحداثة ظهور تيارات نقدية جديدة جاءت ردةَ فعلٍ تجاه المناهج الحديثة؛ هذه المناهج التي سعت إلى اكتشاف الأنساق المضمرة عبر النصوص والخطابات، سواء أكانت تلك الأنساق الثقافية مهيمنة أم مهمشة، بعيدًا عن الخصائص الجمالية والفنية، فكان من أهم القضايا المهمشة التي عالجها هذا النقد قضية تهميش المرأة من طرفي المجتمع والثقافة، وإقصائها من عملية الكتابة والتأليف، وهو ما يندرج تحت اسم النقد النسوي.
اتخذ النقد النسوي من الأدب النسوي مودنته التي يشتغل عليها، ذلك الأدب الذي دخل حقل النقد العربي في النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين، أدب لا يلقي بالاً لمعايير الرجل، وإنما يعكس واقع حياة المرأة، ويكشف ذاتها والدفاع عن حقوقها، ويعمل على تحطيم الصورة التقليدية التي حصرها فيها المجتمع والثقافة.
إلا أن ازدهار الأدب النسوي لا يتحقق إلا بوجود النقد النسوي، هذا النقد الذي هو فرع من النقد الثقافي، جاء ردًا على الصمت الذي قوبل به إبداع المرأة عبر التاريخ الأدبي، مركزًا على المسائل النسوية، ومتناولاً النصوص التي تكتبها المرأة، وهو نقد عرف مأزقًا مفاهيميًا وغموضًا في المصطلح، نظرًا إلى ترجمته إلى عديد من المصطلحات؛ كالنقد النسوي، والنقد النسائي، والنقد الأنثوي... وغيرها. وهو يؤكد إعادة دراسة ما أبدعته النساء من أدب قديم وحديث واستنباط ما فيه من ثقافة، وإعادة إحيائه من جديد، وتحديد سمات لغة الأنثى، والأسلوب الأنثوي المختلف عن كتابة الرجل في جمله، وخطابه، وصوره، وخياله.
تعليقات
إرسال تعليق