كتاب علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية pdf
تحميل كتاب علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية pdf
الحمد الله تعالى ، ونستعينه ، ونستهديه ، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، وبعد :
فإن تعليم العربية يجب أن يكون هنا الأول ، لانشغلنا عنه شاغلة ، ولا يلفتنا عنه لانت . وهو فرض لا يسوغ لنا أن نبحث له عن تعليل ، فالفرض فرض وكفى ، والتعليل الذي يساق أدنى من جوهر الفرض على كل حال . ولقد عاشت العربية قروناً ممتدة ، يتعلمها أبناؤها ، ويعلمونها غبرهم ، في تجربة تاريخية فريدة ، ولا بد أن ذلك قد أثمر منهجاً في تعليمها لم نسمع نحن إلى معرفة أصوله الحقيقية حتى الآن . وما من شك في أن البلاد العربية نعرف للغنها مكانتها ، وتبذل جهوداً غير منكورة في تعليمها والحفاظ عليها . لكن الذي لا شك فيه أيضاً أن تعليم العربية في الجيل الحاضر يعاني أزمة حقيقية ، وما ينبغي لنا أن نتغافل عن هذه الحقيقة ، أو أن تماري فيها .
وهذه الأزمة ليست خاصة بيئة بذاتها ، وإنما لها الآن من الشيوع في العالم العربي ما نعرف . وما ينبغي أن يكون علينا من حرج في الاعتراف بذلك ؛ لأن الاعتراف أول خطوة في طريق العلاج . وإنما الحرج أن نستكين إلى ما يروجه بعضهم من أن العربية » نفسها هي سبب هذه الأزمة ، وتلك مغالطة لا تتصل بالعلم ، بسبب ؛ فالعربية لغة طبيعية كأية لغة طبيعية والأمر فيما نحن فيه أمر التعليم ولي أمر اللغة في ذاتها .
↚
وإذا كان الأمر كذلك ، وهو كذلك ، كان من واجبنا أن نبحث المشكلة ، وأن نجهد ما وسعنا الجهد في الوصول إلى حل لها . ومن ذلك ما يفرضه الواجب من النظر فيما بين أيدينا ؛ نراجعه ، ونختبره ، ونتخلى عما لا ينفع منه . ومن ذلك أن نتعلم من غيرنا ممن سبقونا في العصر الحاضر إلى خدمة الغانهم ، وقد سبقنا إلى ذلك كثيرون .
ونحن الآن في عصر العلم ؛ لا يجري فيه شيء إلا على منهج من العلم ، وما يسوغ لنا أن نتنكب طريقاً يفضي إلى الخير .
وتعليم اللغة الآن علم له أصوله وله مناهجه ، أتفت إليه جهود منابعة من البحث الدائب عند الأمم المتقدمة ، وهو برود كل يوم مجالاً جديدة ، ويكشف كل حين عن جانب كان مجهولاً ، وتشهد الآن تأثيره البالغ على تعليم اللغات لأبنائها ولغير الناطقين بها . و علم اللغة التطبيقي علم متعدد الجوانب ، يستثمر نتائج علوم أخرى كثيرة تتصل باللغة من جهة ما لأنه يدرك أن تعليم اللغة يخضع لعوامل كثيرة ؛ لغوية ، ونفسية ، واجتماعية ، وتربوية . ا ويهدف هذا الكتاب إلى تقديم هذا العلم إلى قراء العربية ، وقد تمدنا تصداً أن يأتي الكتاب موجزاً أشد الإيجاز ، ملتزماً بالخطوط العامة لهذا العلم ، مبتعداً عن الجزئيات الفنية وهي ضرورية لمن يعمل في هذا الحقل ، وهي كثيرة أيضاً في كل مجال من مجالاته لكنا أردنا أن نكون الفضية ، العامة ظاهرة خطهوراً واضحاً ، لا نخنها العين ، ولا تستهلكها متاهات البحوث الجزئية المفصلة .
وقد اقتضانا هذا النهج أن نجعل الكتاب في سبعة فصول ؛ خصصنا الأول والثاني منها للتعريف بعلم اللغة التطبيقي ومصادره العلمية ، وقدمنا في الفصول الثلاثة التالية أهم أساليبه الفنية ، وهي : المقارنة الداخلية ، والتحليل التقابلي وتحليل الأخطاء ، واختيار المحتوى وتنظيمه ، نم نظرنا في الفصلين الأخيرين في تعليم العربية لأبنائها ولغيرهم في ضوء هذا الذي قدمناه أولاً .
ولقد أفضنا ـ إلى حد ما ـ في الحديث عن تعليم العربية لأبنائها ؛ لأننا نراه أولى بالعناية ، ولأن وضعه الحالي يستدعي التحرك العاجل وإلا فإن تأثيره سوف ينسحب على كل جوانب الحياة . ثم إن من لا يحسن تعليم لغته لأبنائها لا يستطيع أن يعلمها غيرهم .
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق