القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب مقدمة في النقد الأدبي pdf


تحميل كتاب مقدمة في النقد الأدبي pdf

كتاب مقدمة في النقد الأدبي pdf
تحميل كتاب مقدمة في النقد الأدبي pdf
 ليس سهلاً أن نسأل ما الفن ؟ وليس سهلاً ان نجيب بكلمة او كلمتين او بتعريف واحد جامع مانع لا يتغير ما دام الفكر الإنساني في شغل دائم وتطور دائب وما دمنا نبحث في أشياء تنفذ بعيداً وراء المرئيات وتستعصي على التحديد . ولا بد من أن يكون الإنسان قد سأل نفسه هذا السؤال مبكراً فبدا يحاول ان يعرف . والمعقول أنه رأى آثار الفن قبل أن يقترب من كنهها ، وقبل أن يسال نفسه عن كنهها . رآها وزاولها واستراح اليها . لقد غني ورقص ورسم ونحت وقال كلاماً موقعاً طرب له . . في حالات متضاربة من الفرح والحزن والأمن والخوف إزاء ما كان يحيطه من ظرف واستجابة لما تستثيره فيه الطبيعة ويوقظه المجتمع . نضج عقله بعض النضج فبدأ يسأل وحاول أن يجيب . . ما الرقص ؟ ما الغناء ؟ ما الرسم ؟ ما النحت ؟ ما الموسيقي ؟ ما الشعر ؟ ولا بد من أنه أجاب إجابات مختلفة مضطربة ساذجة في أول الأمر ، معقدة على مر الزمن ، ترضيه حيناً ولا ترضيه حيناً ، يقنع بها الآخرين طوراً ولا يقنعهم طوراً .
 والمهم المهم أنه سأل وأنه أجاب ، وطبيعي الا نصل الينا تلك الأسئلة وتلك الاجابات ما دمنا نجهل تاريخ الانسان الأول ، ولكننا ، مع ذلك ، نتصور ونقتنع شيئاً بهذا التصور أي محاولة الانسان السؤال عن الفن والجواب عن السؤال . . ولا بد من مرحلة اخرى مرت على الانسان قبل أن يربط بين هذه الآثار المختلفة من رقص وغناء وموسيقى ونحت ورسم برابط واحد وكلمة واحدة هي الفن لأن السؤال عن الأشياء والجواب عنها و إدامة النظر في الأشباه والنظائر والتوصل إلى العموم بعد الخصوص والكلي الذي ينطوي على الجزئي والرابط المعنوي بين الأمور المادية . . مسائل بها حاجة إلى زمن طويل وخبرات متراكمة و تجارب متصلة متوارثة . وقد يكون طبيعياً أن تكون التعريفات الأولى والعناصر الرابطة الأولى ساذجة تخضع للغيبيات والبعد بين  السبب والمسبب

 لم يصل الينا شيء ما قاله الأولون عن الفن  ولا بد من أن تكون شعوب مليارات القديمة كالمرانية والمصرية والصينية قد قالت شيئاً طريفاً مفيداً ، فلقد حققت مله الحضارات انجازات رائعة في تاريخ الإنسانية وكان لها من مواد الفن رسماً ونحتاً وشعراً . . ورقصا وموسيقى وغناء وعمارة . . ما بلغ درجات عالية من الإتقان ، ويدل القليل الذي وصل الينا على تلك الدرجات . ولا يبعد أن يؤدينا التنقيب إلى أمور ذات بال في الجانب النظري من الفن ، في ماهيته وغائيته . . . وقد يكون شيء مما كان للعراقيين او المصريين قد نفذ إلى حضارات اخرى كان لها . فما كان - فن وآراء في الفن ، وقد وصل الينا شيء خطير من ذلك له صفة من العموم على الرغم من كونه موسوماً بطابع أمته وبلاده مقترناً بمجتمعه وصنوف اهتماماته ؛ ونقصد ـ بهذا - إلى التراث الإغريقي ( اليوناني ) ، وهو تراث جليل ، ولا يقلل من جلاله قولنا ان ليس معقولاً أن يولد المفهوم الاغريقي عن الفن وتشعب البحث فيه على درجة النضج التي ولد فيها في بلاد الاغريق فجأة ومن دون مقدمات واتصالات وتأثيرات خارجية . لقد جال الفكر الاغريقي في ميادين الفلسفة العامة ( 1 ) ، وجال في ميادين دون ذلك واخص من ذلك ، كميدان الفن ، فإذا راى الاغريقي آثار الفن بارعة بارزة في الرسم والنحت والشعر والتمثيل . . 
سأل نفسه وسال غيره عن ماهية هذا الذي رآه وأثار اهتمامه واهتام الناس من حوله ، وحاول أن يجيب ، وحاول أن يوجد الكلمة العامة التي تنطوي تحتها هذه المفردات ، واذا كانت هذه الكلمة التي أخذ عنها الغرب كلمة art وترجمناها - حديثاً ـ بالفن تشمل ما هو من صميم ما صارت خاصة به من أمور الإبداع في المشاعر والاحساسات الشعر والرسم وما اليها من الفنون الجميلة ، وتشمل اموراً تقوم على المهارة والاكتساب كالنجارة . . فان المهم الذي يهمنا من أقواله ما كان يعتمد أمور الشعر والرسم والنحت  وربما كان ، الشعر ، ابرز ما دار حوله البحث وكان ما قيل فيه هو الذي قيل في الفن ، أو كان الذي قبل في الفن هو ما قيل فيه . 
تحميل PDF
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات