القائمة الرئيسية

الصفحات

عناصر الإبداع الفني في شعر ابن زيدون pdf




عناصر الإبداع الفني في شعر ابن زيدون pdf

تأليف : فواز خضر
مؤسسة البابطين
إن التراث العربي يعج بعدد كبير من الشعراء الأعلام ، ولكن كثيرا منهم لم يُدرس إبداعه الشعري دراسة فنية تلقي الضوء على عبقريته الشعرية . ولعل ابن زيدون أوضح الأمثلة على هذا ، فهو شاعر نال كثيرا من الاهتمام في الدراسات الخاصة بتاريخ الأدب واهتم الباحثون بثلاثة جوانب لديه ، هي : عشقه ولادة بنت المستكفي ، ومكانته الأدبية باعتباره شاعرا مبدعًا بليغا ، ثم دوره السياسي الذي تقلب فيه بين الوزارة والسجن والهروب ، إلا أن عطاءه الشعري لم ينل حظه من دراسة فنية تستقصي - بدقة - استخدامه للغة ، وتحلل أبنيته الإيقاعية ، وتبحث في تفاصيل التصوير الفني وملامحه وتحدد أنماط البنية التي استخدمها ، ودلالة كل ذلك . لذا خصصت هذا البحث لدراسة عناصر الإبداع الفني في شعر ابن زيدون وقد اعتمدت على أربع طبعات الدواوين ابن زيدون ، الأولى من تحقيق كامل كيلاني وعبدالرحمن خليفة ، والثانية من تحقيق محمد سيد كيلاني ، والثالثة من تحقيق د . عمر فاروق الطباع ، والرابعة من تحقيق علي عبد العظيم . وقد وجدت أن الأخيرة هي أفضلها وأكثرها دقة ، لذلك كان اعتمادي عليها ، فوضعت في الهامش كلمة الديوان ، قاصدا بها تلك الطبعة من ديوان ابن زيدون التي قام بتحقيقها علي عبدالعظيم ، كما استعنت بالمصادر الأساسية ، مثل ( الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ) لابن بسام الشنتريني وأنفح الطيب للمقري ، و ( البيان العرب في أخبار الأندلس والمغرب ) لابن عذاري المراكشي ، و ( المغرب في حلى المغرب لابن سعيد ، وغيرها ، فضلاً عن كثير من المراجع الحديثة مثل كتاب الفن ومذاهبه في الشعر العربي للدكتور شوقي ضيف ، و ( ابن زيدون :
 عصره وحياته وادبه  لعلي عبدالعليم ، والدراسات الاندلسية في الأدب والتاريخ والفلسفة ) للدكتور الطاهر احمد مكي ، و ( دولة الإسلام في الأندلس ) لمحمد عبدالله عنان ، و ( التجرية في نونية ابن زيدون ) للدكتور سعيد منصور ، و ( الموشحات والأزجال ) للدكتور طوني سعد عيسى وغيرها وقد جعلت هذا البحث في اربعة فصول سبلها تمهيد ، وتعقبها خاتمة ، ثم ثبت بالمصادر والمراجع . وقد تحدثت في التمهيد عن التعريف بابن زيدون وعصره ومنزلته ، وأغراض شعره من غزل ومديح واخوانيات ورثاء ووصل ، وغيرها ، باختصار شديد لأن هذه الموضوعات سبق بحثها ولكن كان لا بد من الإشارة إليها لاستكمال جوانب البحث . وتعرضت في الفصل الأول لدراسة بنية القصيدة عند ابن زيدون ، ولاحظت أن قصائده أخذت أنماطا متعددة ، تبدأ بالنمط التقليدي ، من حيث استهلال القصيدة بمقدمة بعقبها الدخول إلى الفرض الأساسي لها ، وتتبع العلاقة بين المقدمة والموضوع ، أو التوسل إلى الموضوع بأغراض أخرى ، أو ابتداء القصيدة بالفرض الخاص بها مباشرة دون مقدمات . وبحثت في ارتباط البنية بموضوع القصيدة من غزل ومديح ورثاء ، وغيرها . وكذلك بحثت في تفاوت قصائد ابن زيدون بين الطول والقصر ، وارتباط ذلك بالتجربة الشعرية . كما درست أشكال البنية في المسمطات والخمسات ، وعلاقة ذلك بالبناء وجعلت الفصل الثاني في البناء اللغوي والبناء الأسلوبي ، فدرست الظواهر اللغوية في شعر ابن زيدون بمستوياتها المختلفة ، كالمستوى النحوي ، حيث درست الجملة الفعلية والجملة الاسمية والضمائر ، والمستوى الصرفي بدراسة الاشتقاقات التي استخدمها من اسم فاعل ، واسم مفعول ، وصيغ المبالغة ، وغيرها ، وإيثاره صيفا معينة على غيرها ، وعلاقة تلك بالدلالة . كذلك درست المستوى الدلالي من حيث التقديم والتأخير ، والتكرار ، والمشترك اللفظلي ، والترادف ، والتناص ، واستخدام الأمثال والحكم ، وعلاقة كل ذلك بغرض القصيدة ودرست أيضا الخصائص الأسلوبية في شعر ابن زيدون ، مبينا كيفية استخدامه التورية والحذف والمقابلة والتضاد ، وأثر ذلك في تحقيق قدر كبير من فنية القصيدة.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات