القائمة الرئيسية

الصفحات


النظرية النحوية pdf


النظرية النحوية pdf
تأليف : جيفري بوول
ترجمة : مرتضى جواد باقر
المنظمة العربية للترجمة
توزيع مركز دراسات الوحدة العربية
الطبعة الأولى - بيروت
2009م
هذا الكتاب كتاب عن النحو ، الغرض منه ، كما يقول مولفه ، تعليم قارنه كبف بشتغل بالنحو . إنه كتاب منهجي كما يتضح لنا من التعريف الذي يسطره مؤلفه عنه ، ومن النهج الذي نهجه في طرح الموضوعات ومناقشتها ، وتقسيم أجزاء الكتاب وفصوله ، وكذلك من الأسلوب الذي كتب به . والمولف لا ينفك يخاطب القاري مخاطبة الأستاذ للطالب آخذاً بيده ليوصله إلى فهم النقطة التي هو بصددها شرحاً وتمثيلاً ومراجعة وتلخيصاً وأسئلة ، ليتبين مقدار استيعابه وتعلمه . غير أن هناك غرضاً آخر لهذا الكتاب لا يقل أهمية عن هذا الغرض ، وهو أنه يعلم كيفية الاشتغال بالعلم ، أو قل منهج البحث العلمي ، إذ تجد أن مؤلف الكتاب يولى هذا الغرض عناية واهتماماً لا يقلان عن عنايته واهتمامه بالقصد الأول والمباشر من كتابته وهو تقديم نظرية النحو للقارئ . ولقد نجح في هذا نجاحاً كبيراً ، كما أرى ، فهو يبدأ بالسؤال وينتهي بالسؤال . ولا يقبل بمسلمة أو افتراض أبداً ، أي ليس هناك حقائق لا تخضع للتساؤل أو ، إن أردت ، الشك . تبدأ بالتساؤل عن الظاهرة وتحاول وصفها وتفسير لماذا هي على ما هي عليه ، فتصل ، إلى حكم أو نظرية ، وفي كل هذا يكون الاستدلال بالحجج والأدلة هو نهجك الأوحد ، وليس هناك نهاية لهذا . وأنت تفترض تفسيراً ، وتأتي بحجج تدعم تفسيرك أو « فرضيتك » ، ثم تكتشف جانباً آخر للظاهرة لا تنطبق عليه فرضيتك فتعدل فيها بحيث تحبط بذلك الجانب ، حتى تصل إلى ما تعتقده التفسير الناجح الذي يحيط بالظاهرة وينسجم مع غيره من التفسيرات التي وصلت إليها في دراستك عموم الظاهرة.
الكتاب ، كما ينبي عنوانه ، عن نظرية النحو . برسم الخطوط العامة لدراسة نحو اللغة البشرية ضمن إطار نظري لساني محدد ، هو ذلك الذي تأسست عليه مدرسة القواعد التوليدية ، إحدى أهم المدارس اللسانية ، إن لم تكن أهمها ، في زمننا الحاضر . ومع أننا لسنا هنا في معرض سرد مبادى هذه المدرسة النظرية ، إلا أنه يبرز منها أمر واحد لابد من ذكره لصلته المباشرة بموضوع الكتاب . ذلك هو الأساس المعرفي للنظرية اللسانية في هذه المدرسة . فهذه المدرسة تتعدى في دراستها للظاهرة اللغوية السلوك اللغوي الملاخظ إلى دراسة نظام المعرفة اللغوية الذهني الذي تطور عند المتكلم الأصيل للغة ما ، والذي يتأسس عليه ذلك السلوك وينم عنه . بهذا انترنت مدرسة القواعد التوليدية عن غيرها من مناهج الدرس اللساني التي لم تر في اللغة ما يدرس ويوصف غير السلوك اللغوي - ما نسمعه وننطقه . وقد أدى هذا إلى الاختلاف في أهداف البحث اللساني ومناهجه ومواقع التركيز فيه ، بل وحتى مادة الدرس ومعطياته ، مما يظهر في كل صفحات الكتاب وفصوله . 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات