القائمة الرئيسية

الصفحات


مدخل الى الأدب العربي pdf

مدخل الى الأدب العربي pdf
مدخل الى الأدب العربي
يقول جب في مطلع كتابه معرفا بالأدب العربي إن هذا الأدب ليس أدب شعب ، بل أدب حضارة . يقصد أنه لم يكن أديا للعرب العرقيين وحدهم ، بل أديا لأكثر من شعب دخل الإسلام ونبذ لغته وأدبه الأصليين واصطنع لغة العرب وأبدع بها ( ص ۱ ) . وهذا الكلام يحتاج إلى أن تناوله بالفحص والدراسة لنرى مقدار انطباقه على أرض الواقع أو استعاده عنه . والحق أن ذلك الحكم إنما يتجاهل تماما الفترة التي سبقت الإسلام من تاريخ الأدب العربي ، وهي الفترة التي لم يكن فيها إسلام يُعَ ولا كان هناك شعب غير عربي الجنس يصطنع لغة العرب ويجري في إبداعه على تقاليد أدبها . فماذا يقول جب في ذلك ؟ ألا يرى القارئ أن الحكم الذي أصدره هذا المستشرق هنا هو حكم مسرع وغير دقيق ؟ واضح إذن أنه تجاهل تلك الفترة التي تسمى : " العصر الجاهلى " ، وهو العصر الذي يُعد أساس الأدب العربي كله ومنطلقه على مدى القرون الطويلة التي تلت ذلك حتى الآن وإلى ما شاء الله ما ظل هناك لسان عربي وأدب كب بذلك اللسان . وعجيب أن يأتي المستشرق البريطاني وسكت ماما عن الحقبة الجاهلية على أهميتها الكبيرة وكأنها غير موجودة ، وكان الأدب العربي لم يكن له وجود الا بعد الاسلام وانتشار الإسلام  واعتناق الأمم الأخرى لذلك الدين وتبنيهم لغته وأدب تلك اللغة . وحتى بعد انتشار الإسلام وتعرّب المناطق التي وصل إليها ذلك الدين أصبحت هناك أمة واحدة تستخدم لسان الضاد ونؤمن في غالبيتها الساحقة بالدين الذي نزل كتابه المقدس بلسان الضاد على رجل من أصحاب الضاد وحمله أهل الضاد إلى أمم الأرض ، ومنها الأمم التي كانت تسكن تلك المناطق التي تعربت وأصبحت بدورها أمة الإسلام ، وهي أمة عربية اللسان والثقافة ، وإن اختلفت أصولها العرقية . ومعروف أن الدين والثقافة واللغة هي أهم العوامل في تحديد هوية أمة ما ، بل إن من العلماء من يكاد يجعل اللغة وحدها هي الفيصل في ذلك التحديد ، ومنهم من علمائنا الدكتور إبراهيم أنيس حسبما هو واضح في كتابه : " اللغة بين القومية والعالمية " ، وإن كنا لا نوافق على هذا ، بل نقول إن اللغة هي أحد العوامل الشديدة الأهمية في تكوين الأمم والشعوب ،لا كلها.تحميل الكتاب
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات