نظرية التلقي اصول وتطبيقات pdf
نظرية التلقي اصول وتطبيقات pdf
بشرى موسى صالح
بيان الكتب:أصبحت نظرية التلقي في النقد الادبي الحديث المحور الذي تدور عليه معظم الاشتغالات النصية، وقد كثرت الأسس النظرية التي تقف موقف التوصيف لمجمل التجربة المعاصرة في علم النص والاسلوبية. في كتاب الباحثة الدكتورة بشرى موسى صالح تجربة اجرائية تأويلية تتوسل بالمنطلق النظري وتمضي في القراءة النصية في أوجهها المتعددة والمستندة الى فهم أصيل ومتميز لمفاصل هذه التجربة النقدية الجديدة، على الأقل بالنسبة للنقد الأدبي العربي الحديث. ويبدأ الفصل الأول من الكتاب بمقدمات نظرية تتناول علم النص كبديل اجرائي في النقد الأسلوبي، وفيه تحاول الباحثة مقاربة الظاهرة المنهجية في النقد الحديث، بغية الكشف بالتالي عن انساق الاشتغال المنهجي العربي، وصولا الى تحديد الخيوط النظرية والاجرائية في الحداثة المنهجية المؤسسة، وتعرض الباحثة في هذا الاطار الموقف من المنهج، أو من شبكة التطورات المعرفية الجاهزة ذات الامتدادات المختلفة، وتشير الى ان مواقف النقاد العرب المعاصرين من المنهجيات الوافدة قد تأرجحت بين الرضا والرفض، كما تعرض لتحولات المنهج النوعية، وللكشوف التطبيقية وما تتضمنه من منهج مقترح، وقد تناولت في هذا الصدد زمن التأسيس المنهجي التحديثي العربي، بمرحلتيه التعريفية والاجرائية. ففي المرحلة التعريفية ستظل جهود النقاد العرب في خدمة علم النص تتراوح بين شكلي الترجمة والتأليف، وقد برزت في ذلك نتاجات كل من عبدالسلام المسدي وصلاح فضل وشكري عياد وكمال أبوديب وعبدالله الغذامي وحميد لحمداني وآخرين.. أما المرحلة الاجرائية فقد تحول النقاد صوب منطقة اخرى تحاول اختبار صحة الفروض الغربية على النتاجات العربية، بعيدا عن الربط الآلي الجامد، وترى المؤلفة في كتاب د. صلاح فضل (الاساليب الشعرية المعاصرة) تجربة مهمة تسعى للخروج من دائرة الحداثة النظرية المنهجية المؤسسة الى الحداثة التطبيقية المؤسسة. في الفصل الثاني من تناول الباحثة نظرية التلقي في النقد الأدبي الحديث في أصولها المعرفية، ومبادئها ومفهوماتها الاجرائية، وتخلص الى ان هذه النظرية قد تضامنت مع اتجاه ما بعد البنيوية في نبذ الشكل الواحد للمعنى، وتقويض مبدأ الايمان بالملفوظ اللساني كدليل وحيد، أو كوسيط وحيد لبناء جمالية النص ومحاورة بنيته. قد خطا منهج القراءة وجمالية التلقي خطوات أشد ايغالا في تشييد جمالية من نوع خاص استقت أصولها من الفلسفة الظاهراتية التي تجعل الذات مصدراً للفهم، فصارت الذات المتلقية قادرة على اعادة انتاج النص بوساطة فعل الفهم والادراك، بحيث أصبحت نظرية التلقي في بعدها الآخر وجها من وجوه نظرية الأدب على ان جمالية التلقي تقتصر على الذاتية ومعطياتها أو قراءات الحدس، بل عمدت الى اشراك فعل الفهم، والمقدرة العقلية الواعية، واستثمار مرجعيات كثيرة ومتنوعة في التفاعل مع بنية النص، وعبر علاقة حوارية معه، تهدف الى استقراء ما يحدث للقاريء وقت التلقي، وكيفية وصوله بنفسه الى حلقات المعرفة وطبقاتها، وبهذا الشكل فإن جمالية القراءة تهدف الى دراسة ميكانيزم التلقي عن طريق الاستفادة من مقولات الفلسفات الذاتية والحقول الاجرائية الجديدة في تأسيس علم النص، هذا النص الحديث الذي يقاوم فكرة اختزان معنى ما بغض النظر عن كونه سطحيا أو عميقا، لأنه نص قائم في الأساس على التعددية في المعنى، تشكيلا وتلقيا، وان تحليله هو نشاط نقدي يستند الى مفاهيم نظرية متنوعة، أما قواعده فهي اجرائية تهدف الى تنوع الركائز المنهجية التي يتبناها المحلل، وهو يؤمن بالتعددية والانفتاح وتحاشي القول الفصل. وتعود الباحثة ادراجها الى التراث النقدي العربي، فيعنى الفصل الثالث بتقديم قراءة معاصرة في مدونة القرن الرابع الهجري، انطلاقا من فرضية مفادها ان حال الفكر النقدي لأمة من الأمم كحال مفاصل الفكر الاخرى، حلقات سلسلة متناغمة تفضي احداها الى الاخرى، وان أي انفراط في هذه الحلقات يخلق تخلخلا واضحا يفت في المتانة والتواصل. من خلال هذا المنطلق تسعى الباحثة الى خلق تصور شمولي موحد لظاهرة التلقي، أو بالتحديد لمكانة المتلقي في النقد العربي القديم (القرن الرابع الهجري نموذجا) ولاسيما بواسطة استخدام مجسة من مجسات النقد الحديث هي مجسة التناص، بما يظهر الاتصال الوثيق بين الآثار الادبية في مستويات مختلفة، وتخص الكاتبة بالذكر ظاهرة التلقي العربي الشفاهي الأقرب الي مفهوم التلقي المعاصر والمستند الى مقولتي (مقتضى الحال) و(لكل مقام مقال)، والمعتمد في بنيته الشعرية على الطروحات التي تحاور معها النقد القديم،والتي تتمثل ببنية قصيدة المديح وما يرتبط بها أو يتضاد معها. وعلى هذا النحو ينفتح الباب واسعا للحديث عن مكانة المتلقي في هذا النقد التراثي، وعبر مقولات كل من القاضي الجرجاني والآمدي وابن طباطبا وآخرين.. وبما يقترب حديثا من مفهوم «القاريء الضمني» الذي حدده منهج القراءة في النص من خلال استجابات فنية تمثل مجموع القوانين العامة للأشكال أو الاجناس الادبية في تشكيلاتها الفنية، على نحو تبدو فيه درجة شعرية النص محكومة بالاقتراب أو الابتعاد عن سلطة هذا القاريء ـ الضمني، الذي يمثل القانون المكون من الذاتي والموضوعي في آن معا. وبدءا من الفصل الرابع تنشغل الباحثة بالتطبيق الواعي لأطروحات القاريء، فتدرس كتاب المفكر الدكتور ادوارد سعيد (الثقافة والامبريالية) من خلال مجموعة من الانساق المعرفية المتشابكة المكونة لبنيته، وعبر الحوارية القائمة على تعدد أصوات الرؤى ووجهات النظر وغياب سلطة المحور ومركزيته، لترى ان أبرز رؤى الكتاب تتمثل في انكاره أسطورة الأدب البريء، في ضوء سيادة الفكر الامبريالي في نزعته الاستراتيجية، ومن هنا تدرس الباحثة المفاصل المنهجية المشكلة لموضوعات الكتاب، ومفهوم التخالط الثقافي أو الهجنة، وبالتالي التعددية الثقافية التي تشكل هوية اليوم الحضارية. وضمن منحى شواهد التعدد في ثقافتنا المعاصرة تنصرف الباحثة في الفصل الخامس الى انشاء قراءة في شعر نازك الملائكة، مستعرضة مجموعة المهيمنات الاسلوبية في نصوصها الشعرية، كما تقدم قراءة أسلوبية اخرى في شعر نزار قباني تحت عنوان «خيوط الحس الشعري» فتتلمس في قراءتها مستويات الشعرية بما يفصح ايضا عن المهيمن والسيادي الشديد السطوع، وبما يحقق امكانية التأويل والتقويل النقدية في انطاق النصوص واعادة انتاج دلالاتها الادبية، أو بما يجعل من قراءة النص صياغة فروض نابعة من فضائه، يصوغها وعي الناقد ومتراكمه المعرفي، وتنتجها بنية الفهم لديه، وذلك بوصف النص بنية كفت عن الحضور لحظة انجازها، لتمارس القراءة فيما بعد دور الحضور اللانهائي، والمفتوح، وغير المقموع بالغياب الذي تفرضه سلطة القراءة الواحدة أو النهائية. وتخرج الباحثة الى قراءة أسلوبية اخرى في قصيدة «اشراقات» لحميد سعيد، فترصد مفازات البوح الشعرية فيها، محاولة الاستفادة من وضعه الأسلوبيين من شرائط قرانية مع شيء من الانفتاح على مداخل اخرى تداولية من نفسية واجتماعية وسياقية، بما يبتعد بالقراءة الاسلوبية عن سجن النص، ويسير بها نحو تناغم الاصوات المعرفية، لاعادة انتاج النص والاتسام بتنوعه وتحولاته. وتختتم الباحثة كتابها بفصل ثامن بعنوان «المنطقة الاسلوبية المحايدة، لتقدم قراءة أسلوبية في شعر عبدالامير معله، من زاوية ان هذه المنطقة التعبيرية تتمثل في اختزال التجربة في أبعاد محايدة تنأى عن التطرف في الانزياحات، ولا تتوغل بعيدا في أرض المجاز. وهكذا تبدو القراءات النصية التي قدمتها الباحثة تنويعا في المنهج، وتمثيلا تطبيقيا لمجموعة المقدمات النظرية التي صاغتها المؤلفة في بداية البحث،وتهدف الى محاورة النصوص الشعرية وفك شيفراتها والتركيز على شعريتها، وكمحاولة تروم الحفاظ على المسافة الحيوية المطلوبة، التي تربط بين المنهج أو منظومة التصورات المعرفية التي ينهل منها النقد مادته العلمية والنص الشعري، الأمر الذي يتيح امكانية تلقيم الأطر التجريدية ذات الطابع المثالي بالبعد الذاتي، وهذا ما يمنح الناقد في رأيها حرية الحركة بذاتية ظاهرة، تستوعب جماليات التلقي، وتكشف عنها، فضلاً عن الاحاطة بسيمياء الاداء الشعري. ان ما يجمع مقالات الكتاب هو انها تتصدى للتعرف على منهج القراءة والتلقي في النقد المعاصر، والبحث عن المهيمنات الاسلوبية للنصوص المختارة، وخاصة في الشعر ربما لان مفهوم القراءة والتلقي جماليا يناسب الشعر أكثر، نظراً لتعدد دلالاته في الأساس، واعتماده على التأويل أصلا. والباحثة تتعامل مع النصوص الشعرية على نحو يقترب من جمرتها النصية، وبما يسعى الى الانفتاح على التعدد المنهجي الخصب الذي تتيحه نظرية التلقي من جهة، وما تمنحه النصوص المختارة من مفاتيح خاصة تقيس مستويات ادائها وطرائقها الفعالة في التعبير من جهة اخرى. وقد نأت الباحثة عن حرفية التطبيق الاجرائي للمقدمات النظرية، محاولة الابتعاد عن حالة الوجوم المنهجي، أو حالة الاستلاب بازاء المنهج والخضوع لروح التقانة المحضة، على الرغم من انها تبدي حماسة كبيرة للمنهج القائم أساسا على التعبير عن ذاتية الناقد، التي ترى فيها «ذاتية نصية»، وترفض النعت الذي أطلقه بعض الدارسين لنظرية التلقي على انها انطباعية جديدة، فتراها انطباعية موضوعية، أو تلقيا ايجابيا يستند الى بنية الفهم المعرفية لدى الناقد، وهي بنية تفضي الى انتاج الدلالات الادبية وتقود الى القراءة المفتوحة القادرة على تفكيك النص، ودمغه بطابع حي يستوعب آفاقا غير نهائية في التقويل والتأويل، فضلا عن ان نظرية التلقي وجمالياته تعتمد أساسا على جملة من المباديء الالسنية والسيميولوجية التأويلية، تستلزم الاختيار والتركيب لانشاء شبكة حوارية من الخطوط المنهجية المتضافرة، تمنح التحليل تكامليته المطلوبة، فتصل الى فائض من الحوارية والتعددية، يؤمن بالانفتاح على ما يجد في سيمياء النقد الأدبي من تحولات عالمية وانساق جديدة. محمد عبد الواسع
نعتذر لكم اخواني تم حذف رابط التحميل لهذا الكتاب 😟
نظرية التلقي اصول وتطبيقات pdf
بشرى موسى صالح
بيان الكتب:أصبحت نظرية التلقي في النقد الادبي الحديث المحور الذي تدور عليه معظم الاشتغالات النصية، وقد كثرت الأسس النظرية التي تقف موقف التوصيف لمجمل التجربة المعاصرة في علم النص والاسلوبية. في كتاب الباحثة الدكتورة بشرى موسى صالح تجربة اجرائية تأويلية تتوسل بالمنطلق النظري وتمضي في القراءة النصية في أوجهها المتعددة والمستندة الى فهم أصيل ومتميز لمفاصل هذه التجربة النقدية الجديدة، على الأقل بالنسبة للنقد الأدبي العربي الحديث. ويبدأ الفصل الأول من الكتاب بمقدمات نظرية تتناول علم النص كبديل اجرائي في النقد الأسلوبي، وفيه تحاول الباحثة مقاربة الظاهرة المنهجية في النقد الحديث، بغية الكشف بالتالي عن انساق الاشتغال المنهجي العربي، وصولا الى تحديد الخيوط النظرية والاجرائية في الحداثة المنهجية المؤسسة، وتعرض الباحثة في هذا الاطار الموقف من المنهج، أو من شبكة التطورات المعرفية الجاهزة ذات الامتدادات المختلفة، وتشير الى ان مواقف النقاد العرب المعاصرين من المنهجيات الوافدة قد تأرجحت بين الرضا والرفض، كما تعرض لتحولات المنهج النوعية، وللكشوف التطبيقية وما تتضمنه من منهج مقترح، وقد تناولت في هذا الصدد زمن التأسيس المنهجي التحديثي العربي، بمرحلتيه التعريفية والاجرائية. ففي المرحلة التعريفية ستظل جهود النقاد العرب في خدمة علم النص تتراوح بين شكلي الترجمة والتأليف، وقد برزت في ذلك نتاجات كل من عبدالسلام المسدي وصلاح فضل وشكري عياد وكمال أبوديب وعبدالله الغذامي وحميد لحمداني وآخرين.. أما المرحلة الاجرائية فقد تحول النقاد صوب منطقة اخرى تحاول اختبار صحة الفروض الغربية على النتاجات العربية، بعيدا عن الربط الآلي الجامد، وترى المؤلفة في كتاب د. صلاح فضل (الاساليب الشعرية المعاصرة) تجربة مهمة تسعى للخروج من دائرة الحداثة النظرية المنهجية المؤسسة الى الحداثة التطبيقية المؤسسة. في الفصل الثاني من تناول الباحثة نظرية التلقي في النقد الأدبي الحديث في أصولها المعرفية، ومبادئها ومفهوماتها الاجرائية، وتخلص الى ان هذه النظرية قد تضامنت مع اتجاه ما بعد البنيوية في نبذ الشكل الواحد للمعنى، وتقويض مبدأ الايمان بالملفوظ اللساني كدليل وحيد، أو كوسيط وحيد لبناء جمالية النص ومحاورة بنيته. قد خطا منهج القراءة وجمالية التلقي خطوات أشد ايغالا في تشييد جمالية من نوع خاص استقت أصولها من الفلسفة الظاهراتية التي تجعل الذات مصدراً للفهم، فصارت الذات المتلقية قادرة على اعادة انتاج النص بوساطة فعل الفهم والادراك، بحيث أصبحت نظرية التلقي في بعدها الآخر وجها من وجوه نظرية الأدب على ان جمالية التلقي تقتصر على الذاتية ومعطياتها أو قراءات الحدس، بل عمدت الى اشراك فعل الفهم، والمقدرة العقلية الواعية، واستثمار مرجعيات كثيرة ومتنوعة في التفاعل مع بنية النص، وعبر علاقة حوارية معه، تهدف الى استقراء ما يحدث للقاريء وقت التلقي، وكيفية وصوله بنفسه الى حلقات المعرفة وطبقاتها، وبهذا الشكل فإن جمالية القراءة تهدف الى دراسة ميكانيزم التلقي عن طريق الاستفادة من مقولات الفلسفات الذاتية والحقول الاجرائية الجديدة في تأسيس علم النص، هذا النص الحديث الذي يقاوم فكرة اختزان معنى ما بغض النظر عن كونه سطحيا أو عميقا، لأنه نص قائم في الأساس على التعددية في المعنى، تشكيلا وتلقيا، وان تحليله هو نشاط نقدي يستند الى مفاهيم نظرية متنوعة، أما قواعده فهي اجرائية تهدف الى تنوع الركائز المنهجية التي يتبناها المحلل، وهو يؤمن بالتعددية والانفتاح وتحاشي القول الفصل. وتعود الباحثة ادراجها الى التراث النقدي العربي، فيعنى الفصل الثالث بتقديم قراءة معاصرة في مدونة القرن الرابع الهجري، انطلاقا من فرضية مفادها ان حال الفكر النقدي لأمة من الأمم كحال مفاصل الفكر الاخرى، حلقات سلسلة متناغمة تفضي احداها الى الاخرى، وان أي انفراط في هذه الحلقات يخلق تخلخلا واضحا يفت في المتانة والتواصل. من خلال هذا المنطلق تسعى الباحثة الى خلق تصور شمولي موحد لظاهرة التلقي، أو بالتحديد لمكانة المتلقي في النقد العربي القديم (القرن الرابع الهجري نموذجا) ولاسيما بواسطة استخدام مجسة من مجسات النقد الحديث هي مجسة التناص، بما يظهر الاتصال الوثيق بين الآثار الادبية في مستويات مختلفة، وتخص الكاتبة بالذكر ظاهرة التلقي العربي الشفاهي الأقرب الي مفهوم التلقي المعاصر والمستند الى مقولتي (مقتضى الحال) و(لكل مقام مقال)، والمعتمد في بنيته الشعرية على الطروحات التي تحاور معها النقد القديم،والتي تتمثل ببنية قصيدة المديح وما يرتبط بها أو يتضاد معها. وعلى هذا النحو ينفتح الباب واسعا للحديث عن مكانة المتلقي في هذا النقد التراثي، وعبر مقولات كل من القاضي الجرجاني والآمدي وابن طباطبا وآخرين.. وبما يقترب حديثا من مفهوم «القاريء الضمني» الذي حدده منهج القراءة في النص من خلال استجابات فنية تمثل مجموع القوانين العامة للأشكال أو الاجناس الادبية في تشكيلاتها الفنية، على نحو تبدو فيه درجة شعرية النص محكومة بالاقتراب أو الابتعاد عن سلطة هذا القاريء ـ الضمني، الذي يمثل القانون المكون من الذاتي والموضوعي في آن معا. وبدءا من الفصل الرابع تنشغل الباحثة بالتطبيق الواعي لأطروحات القاريء، فتدرس كتاب المفكر الدكتور ادوارد سعيد (الثقافة والامبريالية) من خلال مجموعة من الانساق المعرفية المتشابكة المكونة لبنيته، وعبر الحوارية القائمة على تعدد أصوات الرؤى ووجهات النظر وغياب سلطة المحور ومركزيته، لترى ان أبرز رؤى الكتاب تتمثل في انكاره أسطورة الأدب البريء، في ضوء سيادة الفكر الامبريالي في نزعته الاستراتيجية، ومن هنا تدرس الباحثة المفاصل المنهجية المشكلة لموضوعات الكتاب، ومفهوم التخالط الثقافي أو الهجنة، وبالتالي التعددية الثقافية التي تشكل هوية اليوم الحضارية. وضمن منحى شواهد التعدد في ثقافتنا المعاصرة تنصرف الباحثة في الفصل الخامس الى انشاء قراءة في شعر نازك الملائكة، مستعرضة مجموعة المهيمنات الاسلوبية في نصوصها الشعرية، كما تقدم قراءة أسلوبية اخرى في شعر نزار قباني تحت عنوان «خيوط الحس الشعري» فتتلمس في قراءتها مستويات الشعرية بما يفصح ايضا عن المهيمن والسيادي الشديد السطوع، وبما يحقق امكانية التأويل والتقويل النقدية في انطاق النصوص واعادة انتاج دلالاتها الادبية، أو بما يجعل من قراءة النص صياغة فروض نابعة من فضائه، يصوغها وعي الناقد ومتراكمه المعرفي، وتنتجها بنية الفهم لديه، وذلك بوصف النص بنية كفت عن الحضور لحظة انجازها، لتمارس القراءة فيما بعد دور الحضور اللانهائي، والمفتوح، وغير المقموع بالغياب الذي تفرضه سلطة القراءة الواحدة أو النهائية. وتخرج الباحثة الى قراءة أسلوبية اخرى في قصيدة «اشراقات» لحميد سعيد، فترصد مفازات البوح الشعرية فيها، محاولة الاستفادة من وضعه الأسلوبيين من شرائط قرانية مع شيء من الانفتاح على مداخل اخرى تداولية من نفسية واجتماعية وسياقية، بما يبتعد بالقراءة الاسلوبية عن سجن النص، ويسير بها نحو تناغم الاصوات المعرفية، لاعادة انتاج النص والاتسام بتنوعه وتحولاته. وتختتم الباحثة كتابها بفصل ثامن بعنوان «المنطقة الاسلوبية المحايدة، لتقدم قراءة أسلوبية في شعر عبدالامير معله، من زاوية ان هذه المنطقة التعبيرية تتمثل في اختزال التجربة في أبعاد محايدة تنأى عن التطرف في الانزياحات، ولا تتوغل بعيدا في أرض المجاز. وهكذا تبدو القراءات النصية التي قدمتها الباحثة تنويعا في المنهج، وتمثيلا تطبيقيا لمجموعة المقدمات النظرية التي صاغتها المؤلفة في بداية البحث،وتهدف الى محاورة النصوص الشعرية وفك شيفراتها والتركيز على شعريتها، وكمحاولة تروم الحفاظ على المسافة الحيوية المطلوبة، التي تربط بين المنهج أو منظومة التصورات المعرفية التي ينهل منها النقد مادته العلمية والنص الشعري، الأمر الذي يتيح امكانية تلقيم الأطر التجريدية ذات الطابع المثالي بالبعد الذاتي، وهذا ما يمنح الناقد في رأيها حرية الحركة بذاتية ظاهرة، تستوعب جماليات التلقي، وتكشف عنها، فضلاً عن الاحاطة بسيمياء الاداء الشعري. ان ما يجمع مقالات الكتاب هو انها تتصدى للتعرف على منهج القراءة والتلقي في النقد المعاصر، والبحث عن المهيمنات الاسلوبية للنصوص المختارة، وخاصة في الشعر ربما لان مفهوم القراءة والتلقي جماليا يناسب الشعر أكثر، نظراً لتعدد دلالاته في الأساس، واعتماده على التأويل أصلا. والباحثة تتعامل مع النصوص الشعرية على نحو يقترب من جمرتها النصية، وبما يسعى الى الانفتاح على التعدد المنهجي الخصب الذي تتيحه نظرية التلقي من جهة، وما تمنحه النصوص المختارة من مفاتيح خاصة تقيس مستويات ادائها وطرائقها الفعالة في التعبير من جهة اخرى. وقد نأت الباحثة عن حرفية التطبيق الاجرائي للمقدمات النظرية، محاولة الابتعاد عن حالة الوجوم المنهجي، أو حالة الاستلاب بازاء المنهج والخضوع لروح التقانة المحضة، على الرغم من انها تبدي حماسة كبيرة للمنهج القائم أساسا على التعبير عن ذاتية الناقد، التي ترى فيها «ذاتية نصية»، وترفض النعت الذي أطلقه بعض الدارسين لنظرية التلقي على انها انطباعية جديدة، فتراها انطباعية موضوعية، أو تلقيا ايجابيا يستند الى بنية الفهم المعرفية لدى الناقد، وهي بنية تفضي الى انتاج الدلالات الادبية وتقود الى القراءة المفتوحة القادرة على تفكيك النص، ودمغه بطابع حي يستوعب آفاقا غير نهائية في التقويل والتأويل، فضلا عن ان نظرية التلقي وجمالياته تعتمد أساسا على جملة من المباديء الالسنية والسيميولوجية التأويلية، تستلزم الاختيار والتركيب لانشاء شبكة حوارية من الخطوط المنهجية المتضافرة، تمنح التحليل تكامليته المطلوبة، فتصل الى فائض من الحوارية والتعددية، يؤمن بالانفتاح على ما يجد في سيمياء النقد الأدبي من تحولات عالمية وانساق جديدة. محمد عبد الواسع
نعتذر لكم اخواني تم حذف رابط التحميل لهذا الكتاب 😟
merci bien de vos dons precieux
ردحذفc v p comment le recharger
ردحذفالرابط غير موجود نرجو اصلاحه
ردحذفالرابط غير موجود نرجو اصلاحه
ردحذف