هذا كتاب في علم العروض والقافية ، سمينه العروض الواضح وعلم القافية ، لانني قصدت من تأليفه عرض مسائل هذين العلمين في اوضح شكل وأيسر سبيل ، بعيداً عن تعقيدات المتون وإسهاب المطولات.
ذلك أني رأيت تعثر الشادين في هذين العلمين من طلاب الجامعات وغيرهم ، وافتقارهم إلى كتاب مبسّط مذئل ميشر واضح ، يعرض بحور العروض في زمر متشاكلة ، وينظم تفعيلات كل بحر وأعاريضه وأضربه حسب المقاييس والأشكال التي جاء بها الشعر العربي في جدول بياني واضح ، بحيث يستطيع الشادي في علم العروض أن يلم بالبحر من النظرة الأولى ، ويعرف الأشكال والصور التي يَرِدُ بها هذا البحر ، ويتبين الجوازات التي تطرأ على العروض والضرب وسائر التفعيلات في الحشو ، فقمت بعرض ذلك في جداول بيانية للبحور ، وأتبعت كل جدول بشرح واف لقواعد كل بحر ، وعرّزت ذلك بشواهد مكتوبة كتابة عروضية وصوتية ومقطعة لكل صورة من صور البحر المدروس ، وأتبعتها بطائفة من الأبيات على وزنه للتدريب . وختمت بحور الشعر بعرض مفصّل لما يلحق التفعيلات من زحافات وعلل ، ليعود إليها القاريء كلما أراد التأكد من زحاف أو علة .
ثم انتقلت إلى علم القافية ، فعرضت أصوله وقواعده ، مستهلاً بتعريف القافية ، ثم ببيان حروفها ، فحركاتها ، فأنواعها ، فحدودها حسب الحركات بين الساكنين ، فعيوبها . ثم أتبعت ذلك بتطبيقات عملية على علم القافية ، لتكون منهجاً لدارس علم القافية ، يسير على منواله إذا أراد دراسة القافية في قصيدة من القصائد ، أو بيت من الأبيات .
والله أسأل أن يتقبل عملي هذا خدمة للعربية ، لغة القرآن الكريم ، وأن ينفع به طلاب العربية ومحبيها ، والراغبين في التعرف على وجوه الإبداع في علمي العروض والقافية ، إنه ولي كل نعمة وتوفيق ، وهو الهادي إلى سواء السبيل .
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق