القائمة الرئيسية

الصفحات

علم الدلالة العربي و النظريات الحديثة



علم الدلالة العربي و النظريات الحديثة
علم الدلالة العربي و النظريات الحديثة
      الحمد لله الذي علمنا ،و ما كنا لنعلم لولا أن علمنا، و جعل لنا اللسان لنتكلم و الفكر لنتعلم و نتدبر في فنون علمه، و نقطف من أزاهير نوره، و نهتدي بسنة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم.
   أما بعد:
      يعد علم الدلالة فرع من فروع اللغة أو اللغويات أو اللسانيات، كما يعد علم الدلالة أحدث العلوم و أكثرها اهتماما من قبل العلماء.
      يأتي هذا البحث لتسليط الضوء على علم الدلالة في التراث العربي و علاقته بالنظريات الحديثة، و قد حاولنا أن نركز على نظريتان السياق و الحقول الدلالية.
     على الرغم من أن مصطلح "الدلالة " حديث النشأة، إلا إن بوادر هذا العلم لها جذور ضاربة في التاريخ، إذ سعى الهنود منذ القدم لدراسة كتابهم المقدس " الفيدا" دراسة دلالية        و كذلك فعل العرب عندما حول دراسة القرآن الكريم معتمدين على مجموعة من الأساليب، فقد تعسر عليهم عند نزول القرآن الكريم فهم بعض معانيه ما دفعهم للاعتماد على السياق في فهمه، و عندما حاولوا حفظ اللغة من الاندثار لجؤوا لتجميع اللغة في رسائل لغوية تضم الكلمات التي تنتمي إلى حقل واحد.
     كما اعتمد العلماء الغربيين المحدثين على هاتين النظريتين، إذ اهتموا بالسياق في تحديد الدلالة، و جمعوا الألفاظ وفق الحقل الدلالي الذي تنتمي إليه، و لهذا سنحاول معرفة أهم النقاط التي تشترك و تفترق فيها هاتين النظريتين عند كل من العرب و الغرب و لتوسيع في هذا الموضوع حاولنا الإجابة على الإشكالية التالية: ما هي نقاط التشابه و الاختلاف بين نظرية السياق و الحقول الدلالية عند كل من العرب و الغرب؟
    و للإجابة على هذه الإشكالية اعتمدنا على خطة تمثلت في مقدمة و فصل تمهيدي         و ثلاثة فصول و خاتمة.
     أما المقدمة فعرفنا فيها بموضوع المذكرة و طرحنا الإشكالية ووضحنا الخطة و المنهج المعتمد و أسباب اختيار الموضوع و الصعوبات التي واجهتنا و الإشارة فيها إلى أهم المصادر و المراجع.
     و في الفصل التمهيدي حاولنا أن نعرف لفظ" الدلالة" من خلال المواضيع التي ورد فيها في القرآن الكريم، و بعض المعاجم العربية، بالإضافة إلى التعريف الاصطلاحي و المعنى العام لعلم الدلالة.
    و الفصل الأول عرضنا فيه نظرية السياق و الحقول الدلالية في التراث العربي من خلال تقديم تعريف لهما و نشأتهم و أهم أنواعهم. 
    و الفصل الثاني عرفنا السياق و الحقول الدلالية و نشأته و أنواعه عند الغربيين.
     أما الفصل الثالث فقد كان فصلا تطبيقيا، حاولنا فيه إجراء مقارنة بين هاتين النظريتين   و استخلاص أهم نقاط التشابه و الاختلاف بينهما عند كل من العرب و الغرب.
      و في الخاتمة حاولنا استخلاص أهم النتائج التي توصلنا إليها من خلال بحثنا هذا.
      و قد اعتمدنا في إنجاز هذا العمل على المنهج الوصفي التحليلي لأنه المنهج الأنسب للدراسة اللغوية، كما أن بحثنا يتضمن مجموعة من الملاحظات و النتائج ما يستدعي أن نقوم بالوصف و التحليل لما نقدمه من معلومات.
      و قد اخترنا هذا الموضوع نظرا لميلنا إلى الدراسات اللغوية و الدلالية بالأخص و لأهمية هذا الموضوع نظرا لأنه يصبوا لإبراز الجهود العربية في المجال الدلالي و أسبقيتهم في هذا المجال.
        و لم يكن طريقنا في إنجاز هذا العمل مفروشا بالورد إذ وجهنا عدة صعوبات لعل أبرزها ضيق الوقت، لأن الموضوع واسع و شامل و الوقت كان ضيق بالنسبة لنا  بالإضافة إلى قلة بعض المصادر فيما يخص نظرية السياق و الحقول عند العرب، إلا ما وجدناه مبثوثا في الآثار الأدبية ما صعب علينا جمع المعلومات.
      أما بالنسبة للمادة اللغوية التي اعتمدنا عليها فقد تمثلت في الدراسات السابقة، و ذلك من خلال مجموعة من المصادر و المراجع التي تناولت هذا الموضوع نذكر منها: علم الدلالة لأحمد مختار عمر، و علم الدلالة العربي لهادي نهر، و كذا مجموعة من المعاجم مثل فقه اللغة لابن فارس،و المخصص لابن سيده و غيرهم كثير.
       و في الأخير لا ننسى أن نشكر الأستاذة المحترمة كريمة مبدوعة على صبرها معنا  
و على التوجيهات و الأراء التي أفادتنا بها في إنجاز بحثنا هذا.
       و نسأل الله التوفيق في عملنا هذا، فإن وفقنا فمن الله، و إن أخطئنا فمن أنفسنا، نسأل الله التوفيق و حسن الختام.
رابط التنزيل 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات