القائمة الرئيسية

الصفحات

من الظاهراتية إلى التأويلية قراءة في المرجعيات والمفاهيم



من الظاهراتية إلى التأويلية قراءة في المرجعيات والمفاهيم
من الظاهراتية إلى التأويلية قراءة في المرجعيات والمفاهيم
تشكل الظاهراتية (Phenomenology) انعطافاً فلسفياً وحيوياً في مسيرة التفكير الأوربي الحديث ، لأنها قدمت استشهادات معرفية للانتماء والانفتاح على الكينونة ، ومارست دورها ( النموذجي ) في المساهمة بحلِّ إشكالية المتتاليات المنهجية الواقعة بين سلطة اللوجوس ( Logos ) ، ونظام الميثوس ( Muthos ) وذلك بإقامة علاقات دلالية يتكفلها التأويل ، ويكون مقياسها المنهجي معتمداً على ماهية الظاهرة (Phenomena) المتطورة في سلم أولويات الوجود الإنساني ـ عن الكينونة والوجود (Being). وتأتي ولادة الظاهراتية في مرحلة حرجة من تطور المناهج الفلسفية الغربية التي لم تدخر جهداً في خلق الأزمات المعرفية ثم تقديم وإبداع حلولٍ لها ، والبحث عن بدائل عقلانية متجددة دائماً مع مقتضيات وتوجهات التطور المفاهيمي الذي يشهده الفكر العالمي . ويتصيّد البحث هنا أهم المعطيات والمرجعيات التي أسهمت بها الظاهراتية في رفد معطيات الدرس النقدي على الصعيدين الفكري واللغوي ، أما المعطيات التفصيلية والعامة للظاهراتية فلن تكون مدار البحث ، فقد درست ذلك كتب كثيرة ومتنوعة(1). يمكن إجمال الحديث عن أهم معطيات الظاهراتية بما يأتي : ( منزلة الوعــي ، وقيمــة الإدراك ، ومفهوم القصديـة(2)، ومفهوم المعنــى ) . وهذه المعطيات مترابطة في نظام فكري ، ينطلق من إيمانه بعدم وجود أشياء تكتسب الثبوت ، إنّما هناك متاهات عدّة يحاول الوعي بإدراكه وقصديته من الوصول إلى كُنهها ، وتأكيد حصر المقاييس الحسية التي لا تملك قراءات دقيقة حول تفسير الظواهر . وبهذا امتازت المنهجية الظاهراتية بالبحث الدائم عن ( الوجود ) وتفسير شروطه وشرح وفهم تشكيل تجربته ، والذهاب إلى ما بعد الظاهرة (Post-Phenomen) لتقديم التأويل المناسب المُنفتح على الذات(3). ويمكن قراءة خطة الظاهراتية ودورها في تفعيل مسيرة الدرس النقدي عبر معطيات عَلمين من أعلامها هما : أدموند هوسرل (- 1931) ومارتن هيدجر (- 1976) ، ثم فحص تلك القراءة عبر أثرها الكبير في انبثاق نظريات الاستقبال والتلقي التي تماشت وغذت مسيرة النقد المنهجي لما بعد البنيوية .
تحميل المقال
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات