مصطلح الحجاج بواعثه وتقنياته
مصطلح الحجاج بواعثه وتقنياته
لقد انبثقت نظرية الحجاج في اللغة من داخل نظرية الأفعال اللغوية التي وضع أسسها أو ستين وسورل. وقد قام ديكرو بتطوير أفكار وآراء أوستين بالخصوص، واقترح،في هذا الإطار،إضافة فعلين لغويين هما فعل الاقتضاء وفعل الحجاج.وبما أن نظرية الفعل اللغوي عند أوستين وسورل قد واجهتها صعوبات عديدة(عدم كفاية التصنيفات المقترحة للأفعال اللغوية مثلا)، فقد قام ديكرو بإعادة تعريف مفهوم التكليم أو الإنجاز(l 'illoutoire)،مع التشبث دائما بفكرة الطابع العرفي (conventionnel)للغة.وهو يعرفه بأنه فعل لغوي موجه إلى إحداث تحويلات ذات طبيعة قانونية، أي مجموعة من الحقوق والواجبات.ففعل الحجاج يفرض على المخاطب نمطا معينا من النتائج باعتباره الاتجاه الوحيد الذي يمكن أن يسير فيه الحوار.والقيمة الحجاجية لقول ما هي نوع من الإلزام تعلق بالطريقة التي ينبغي أن يسلكها الخطاب بخصوص تناميه واستمراره.
ونشير بهذا الخصوص إلى أن فكرة القيمة القانونية -التي تقدم قولا ما باعتباره له سلطة معينة- مرتبطة، بشكل وثيق جدا، بالفرضية التي ترى أن معنى القول هو وصف لقوليته .ولذلك فإن العلاقات الشرعية القانونية (الحقوق والواجبات) محصورة في المجال الخطابي الذي يتموقع فيه المتكلم والمخاطب.
إن الحجاج هو تقديم الحجج والأدلة المؤدية إلى نتيجة معينة، وهو يتمثل في إنجاز تسلسلات استنتاجية داخل الخطاب، وبعبارة أخرى، يتمثل الحجاج في إنجاز متواليات من الأقوال، بعضها هو بمثابة الحجج اللغوية، وبعضها الآخر هو بمثابة النتائج التي تستنتج منها.إن كون اللغة لها وظيفة حجاجية يعني أن التسلسلات الخطابية محددة،لا بواسطة الوقائع(les faits) المعبر عنها داخل الأقوال فقط، ولكنها محددة أيضا وأساسا بواسطة بنية هذه الأقوال نفسها، وبواسطة المواد اللغوية التي تم توظيفها وتشغيلها.
تحميل المقال
تعليقات
إرسال تعليق