التّداولية: دراسة في المجالات والفروع
التّداولية: دراسة في المجالات والفروع
مقدمة:ظلّ التصور التجريدي سائدا في مجال البحث اللساني إلى غاية أواسط القرن الماضي، سواء أكان ذلك علـى يـد رائد اللسانيات البنيوية (دي سوسيرsaussure-De (الذي حصر الدرس اللساني في اللغة المجردة بوصفها قدرة ذهنية صرفة تدرس لذاتها ولأجل ذاتها، أو على يد صاحب النظرية التوليدية التحويلية (تشومسكيChomesky (الذي فتح باب الدلالة وجعلها أساسا للنظريات اللسانية مع اقتصار دراساته على القدرة اللغوية دون الكلام. إلاّ أنّه مع تطور البحث اللساني واتساعه ليشمل أبعادا عدة، سرعان ما دعت الحاجة للنظر إلى اللغة من منظور آخر وهذا باعتبارها الأداة الفعلية لتحقيق التواصل، كما أصبحت شروط إنتاج الملفوظ والأنماط التعبيرية المختلفةجديرة بالدراسة والبحث كذلك. كلّ هذا أسفر عن ظهور منهج لساني جديد أصطلح على تسميته بالتداولية يقوم على
الطابع الاستعمالي للغة، هذا المنهج الذي فتح آفاقا ورؤى جديدة للبحث في مجال الدراسات اللغوية، كماأصبحت النظرية التداولية بديلا نقديا للنظريات السابقة.
1(تعرفالتداولية:يرجع مصطلح التداولية إلى الجذر اللغوي "دول" الذي لا تخرج معانيه –وإن اختلفت- عن معاني التحول والتبدل، فقد جاء في لسان العرب لـ (ابن منظور)«تداولنا الأمر أخذناه بالدول، وقالوا دواليك أي مداولة على الأمر...ودالت الأيام أي دارت، واالله يداولها بين الناس، وتداولته الأيدي: أخذته هذه مرة وهذه مرة...
أما بالنسبة للمصطلح العربي "التداولية" فهو ترجمة للمصطلح الغربي pragmatique الذي يرجع بدوره للجذر اللغوي"pragma"الذي يعني بالإغريقية القديمة "فعل العمل" "faires de action ."مع مراعاة عدم الخلط بين مصطلح pragmatique) التداولية) ومصطلح "pragmatisme) "الفلسفة الذرائعية الأمريكية).
التّداولية: دراسة في المجالات والفروع
تعليقات
إرسال تعليق