الهرمينوطيقا من الدلالة اللغوية إلى الدلالة الإصطلاحية
الكاتب : دالي دليلة .
الملخص
إن المتتبع لتاريخ "الهرمينوطيقا" يجدها تضرب بجذورها في أعماق تاريخ الإنسان السحيق فمنذ نشأة الإنسان وهو يحاول تفسير وتأويل النصوص الدينية المقدسة، ويرجع الأصل اللغوي لكلمة "هرمنيوطيقا" إلى الحضارة الإغريقية القديمة، لتتوسع دلالاتها في العصر الحديث على أيدي فلاسفة وعلماء أمثال شلايرماخر و يلهلم دلتاي وهيدغر وجادامير وغيرهم لتشمل النصوص الأدبية و اللغوية والتاريخية...الخ ، فقد أخذت الهرمينوطيقا حيزا كبيرا في الدراسات اللغوية والأدبية واللسانيات وكافة العلوم الإنسانية حيث أصبحت مجالا فلسفيا يعنى بالدراسة التفسير و التأويل والفهم لجميع الكتابات الأدبية والنفسية والاجتماعية والتاريخية. فالهرمينوطيقا أو التأويل فكرة موغلة في القدم ظهرت بظهور الإنسان لأنها ارتبطت باللغة، واللغة ارتبطت بالإنسان - إذ يعرف هذا الأخير بأنه حيوان ناطق - هذا الارتباط تولد من كون اللغة حاملة للمعنى والمعنى يختلف الناس في وصولهم إليه، وهذا ما يؤكد أن التأويل ارتبط أول ما ارتبط بالمنطوق، وليس المكتوب، وبالتالي يؤكد قدم فكرة التأويل، إلا أن إيلاء التأويل أهمية كبيرة، والتفرغ لدراسته، وخصه بمجلدات تبحث جذوره الفلسفية، وماهيته، ومحاولة تحويله إلى منهج هو الأمر المستجد، فما هي الهرمينوطيقا ؟ وما هي المراحل التي مرت بها حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن ؟ هذا ما سنحاول بحثه في هذه المقالة.
رابط المقال
تعليقات
إرسال تعليق