نظرية العامل بين النحاة و اللسانيين دراسة مقارنة
نظرية العامل بين النحاة و اللسانيين دراسة مقارنة
فسر النحويون التغيرات التي تطرأ على أواخر الكلمات العربية بنظرية سميت ( نظرية العامل) ، مضمونها : أن هذا التغير حدث بسبب عامل هو الذي أوجد هذا التغير ، وكلما اختلف العامل اختلف الإعراب ، فالعامل هو ما يؤثر في اللفظة تأثيراً ينشأ عنه علامة إعرابية ترمز إلى معنى خاص . ولتفسير ذلك نقول :
جاء زيدٌ ، رأيت زيداً ، مررت بزيدٍ ؛ فكلمة ( زيدٌ ) آخره يتغير تارة يكون مرفوعاً وأخرى منصوباً وثالثة مجروراً ، فلا بد من وجود سبب(عامل) اقتضى أن يكون الاسم مرفوعاً في الجملة الأولى ، ثم منصوباً في الثانية ، ثم مجروراً في الثالثة . ففي الجملة الأولى نلحظ أن دلالة الفعل ( جاء) تستدعي فاعلاً يقوم بفعل ( المجيء) فجاءت كلمة ( زيدٌ ) لتحمل هذه الدلالة فأعطيت الضمة ، فالضمة أثر حصل بسبب الفعل ( جاء) ؛ لأنّ معنى الفعل هو الذي اقتضى أن يكون زيدٌ فاعلاً مرفوعاً ، فزيدٌ معمول ، والفعل جاء عاملا . وفي الجملة الثانية الفعل( رأيت ) دلالته تقتضي فاعلا يقوم بالرؤية ومفعولاً تقع عليه الرؤية ، فقامت ( تاء) الفاعل بالفاعلية ، فبقيت كلمة زيد مفعولاً به ، فالفعل رأى هو العامل الذي نصب ( زيداً) . والعوامل هي
ـ لفظية ، تشمل
1ـ الفعل كما وضحنا .
2ـ الحرف ، فقولنا مررت بزيد ، زيد مجرور والعامل هو حرف الجر ( الباء)
3ـ الأسماء التي تشابه الفعل بشروط معينة ، نحو اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة، والمصدر فهي تعمل عمل الفعل أحياناً نحو : محمدٌ قارئٌ الكتابَ ، فالكتاب منصوب والعامل هو اسم الفاعل ( قارئ) .
ـ عوامل معنوية : كالعامل في المبتدأ وهو الابتداء ، نحو : محمدٌ قائم ، فـ(محمد) مرفوع لأنه ابتدئ به الكلام ، وكالفعل المضارع المرفوع ( يكتب محمد الدرس) فـ ( يكتب) مرفوع لأنه لم يسبق بناصب ولا جازم وهذا عامل معنوي .
رابط الكتاب
تعليقات
إرسال تعليق