القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب أخطاء لغوية شائعة pdf

 نظرة حول تصويب الأخطاء اللغوية الشائعه 

كانت البداية الأولى لتصحيح الأخطاء اللغوية الشائعة في لغتنا عند إمام أهل الكوفة : الكسائي ( ت ۱۸۹ هـ ) بكتابه الذي كان الأول من نوعه في ذلك الوقت : ( مَا تَلْحَنَ فيه العامّة ) ، وقد كان الكسائي وغيره من أئمة اللغة يقفون في ذلك الوقت سنا أمام اللحن الذي بدأ يشيع في ع صر دخلت فيه طوائف من غير العرب إلى حواضرهم وبلدانهم ، حتى وصل الأمر قذه الطوائف إلى اللحن في القرآن الكريم ، وكثر اللحن بعد ذلك ، وابتعد الناس عن نقاء اللسان العربي الأول ، وطغت اللهجات الجديدة على العربية ، تلك اللهجات التي صارت خليطا من العربية ( البعيدة عن القواعد ) والفارسية والروميّة . من ذلك انبرى علماء أجلاء يدافعون عن العربية ، وينفون عنها التحريف والتصحيف ، فخرج للأمة ( إصلاحُ الْمَنطق ) لابن السكيت المتوفى سنة 344 هـ ، ور غلط المحدّثين ) للخطاي البستي المتوفي سنة ۳۸۸ هـ ، ور دُرّه الغواص في أوهام الخواص ) للحريري البصري المتوفى سنة 516 هـ ، و ( غلط الفقهاء ) لعبدالله بن أبي الوحش المقدسي المتوفي استة ۵۸۲ هـ ، و ( تقويم اللسان ) لابن الجوزي المتوفى سية 597 هـ ، و تصحيح التصحيف وتحرير التحريف ) لصلاح الدين الصفدي المتوفي سنة 764 هـ و ( سهم الألحاظ ) لرضي الدين بن الحنبلي المتوفي سنة ۹۷۱ هـ ، وغيرها الكثير الكثير .
 وتصل إلى العصر الحديث ، فنجدُ ( لغة الجرائد ) لإبراهيم اليازجي ، وأخطاء اللغة العربية الشائعة عند الكتاب والإذاعيين ) لأحمد مختار عمر ، اأو تحريفات العامية الفصحى في القواعد والببنيات والحروف والحركات ) لشوقي ضيف ، وغيرها . 
وقد انقسم الناس أمام منهج تصحيح الأخطاء اللغوية ومحاربتهالي عصرنا إلى فرق عدة ، ويمكن أن نتبين في مجتمعنا ثلاث فرق منها : 
- فريق يرى أن العربي المعاصر صار يخاف أن يتكلم بالفصحى ، فإن تكلّم قام له مَن يقول : أخطأت ، وإن أتي بما يراه حسنا قيل له : هذه اللفظ من الخطأ الشائع ، وهذه العبارهٔ فيها خروج عن القاعدة المعروفة . . . ، فيرون من ذلك أنه لا داعي لهذه الضجة الكبرى ، فهذا تطور طبيعي للغة ، ولا بأس بتوسيع المعاني ، وإضافة بعض المعاني إلى كلمات لم تحملها من قبل ، وإن لم يكن بين الكلمة والمعنى الجديد رابط ، ويرون أنه لا يُحكم بالخطأ إلا على مَن حَرَج على قاعدة نحوية أو صرفية معروفة ، لذلك تجدهم يتوسعون في القياس جدًا ، ويصححون كثيرا من التراكيب والكلمات التي حكم بعض أهل اللغة والمجامع اللغويّة - ونادرا ما تفعل المجامعُ ذلك - بخطئها . 
- وفريق ثان يرى أن الأمر قد استفحل وتفاقم ، واتسع الحرق على الراقع ، وأنا صرنا أمام صدع لا يرجي رآه ، فليُترك الأمر على حاله ، فاللعة قادرة على أن تحمي نفسها ، فاللحن ليس أمرا جديدا عليها ، لذلك تراهم يتجاوزون عن زلات الكتاب والخطباء ، مع عدم رضاهم في قرارة نفوسهم عن هذا الأمر ، لذلك فقد شاع على ألسنتهم ( خطأ مشهورا خير من صواب مهجور ).
 - وفريق ثالث يرى أن من واجب العربي الغيور على لغته ؛ أن يتحرى في كلامه الصواب ، وأن لا يجد في نفسه غ ضاضة أن يعود إلى الصواب بعد أن يقال له : أخطأت ، ويرون أنه من واجبه أن يبحث عن الخطأ بنفسه ، وأن يعلم : لماذا خطأ أهل اللغة هذا وصوّبوا ذاك ؟ .
تحميل pdf
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات