القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب أخطاء لغوية شائعة pdf


كتاب أخطاء لغوية شائعة pdf


كتاب أخطاء لغوية شائعة pdf

 خالد بن هلال بن ناصر العبري 
تحميل كتاب أخطاء لغوية شائعة pdf
 الحمد لله مستر الفهم لعباده المتقين ، والصلاة والسلام على أفصح ناطق بالضاد بين العالمين ، وعلى آله وصحبه الذين استقاموا على جادة الصواب بعد أن ذاقوا مرارة الباطل سنين ، وعلى كل من تبتهم باحثا ع ن الحق المبين ، وعلينا معهم برحمتك يا رب العالمين . وبعد . . . 
فقد كان ذلك في ليلة السبت ۲۸ من مُحرم الحرام سنة 1420 هـ ، عندما طلب مني الشيخ ماجد بن محمد بن سالم الكندي ، الذي قرن بالصواب تدبيره ، ووصل بالجد عمله ، أن ألقي في كل درس من دروسه الفقهية - التي يُقيمُها ليلة السبت من كل أسبوع في مسجد اللحمة ببهلا - خطأ من الأخطاء اللغوية الشائعة ، مصحوبا بشرح مختصر للحاضرين ، وأن أعدّ فيه ملخصا يتم توزيعه عند نهاية الدرس . وقد قدمت له عذري ، وبينت له قصر باعي فيما يطلب ، وبحث النفسي عن مخرج ، لعلمي أن ذلك بالنسبة لي - وأنا أدرى الناس بحالي - مني المطلب ، صعب المرام ، بعيد المتناول ، وعز الملتمس ، فأبى إلا تكليفي ، فتلت عند رغبته ، وأحيثه إلى مطلبه . وما حملني على قبول أمره والنزول عند رغبته إلا طمعي في أن أنال تشريفه لي ، ولعلمه من أكثر الناس غيرة على لغته ، فما وسعني إلا أن أعرف من غير ته ، وأسير على منهجه وكنت أعلم أنّهُ قد ألقى على كاهلي أمرا عظيما ، وكلّفين مالا طاقة لي بحمده ، وقد حثت في نفسي فلم أجد إلا دروب التقصير وعوارض  الفتور ، فاستعنت بالله وتوكلت عليه معتمدا على توجيهات الشيخ والحضور ونصائحهم ، الذين ما بخلوا علي هيما بتشجيع ونصح . وبتيسر من المولى توالت الملخصات ، وعند اقتراها من الخمسين بدأ الشيخ ومعه المخلصون من الإخوان ، يصرون على أن أخرج تلك الملخصات في كتاب ينتفع به الناس ، وقد استبعدت الأمر في بدءه ، العلمي أنها لا تحوي ما يستحق أن ينشر ويطلع عليه . وازداد إصرارهم ، فلم يسعني إلا النزول عند رغبتهم ، فاستعنت بالعلي القدير ، فرجعت إلى تلك الملخصات ، بعد أن تكامل ح سين ملخصا ، فحذفت وأضفت ، واختصرت وشرحت .
فهاكها . . .
مرتبة كما جاءت في الملخصات من غير تقليم أو تأخير ، إلا أني قد ضممت الشبية منها إلى شبيهه ، فجاءت على ستة فصول ، بعضها في النحو وبعضها في الصرف وبعضها في الجموع وبعضها في المصادر وبعضها في الرسم والكتابة ، وبعدها فصل في تصويب بعض الكلمات التي ظلها الناس خطأ ، وهي في حقيقتها صواب وقد أتبعتها بفهر سين : 
- الأول يحوي كل الأخطاء التي نوقشت في الكتاب ، مرتبة على الترتيب الألف بائي ، في جدول يوضح الخطأ والصواب والسبب والصفحة التي يوجد فيها في أثناء الكتاب ، باختصار شديد ، ليسهل الرجوع إليه . 
- والثاني فهرس المسائل النحوية والمصرفية الواردة في الكتاب . مرتبة على الترتيب الألف بائي ، ليسهل الرجوع إليها والاستفادة منها .
 وقد عمدت إلى الأعلام الواردة فيه فترجمت لها ترجمة مختصرة ، وذلك لأننا نستشهد بكلامهم ، فلا بد من أن تُعرف مم ، وقد عرفت بالعلم عند أول وروده في الكتاب ، فإن ورد مرة أخرى ولم يعرف به ؛ فاعلم أنه قد سبقت ترجمته في الصفحات السابقة من الكتاب . 
فرحم الله عبدا نظر إلى هذا الكتاب بعين الناصح الأمين وبين عينيه حديث رسول الله : " الدين النصيحَهُ " قُلْنَا : لمن ؟ قَالَ : " الله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمينَ وَعَامُتهم .
 فلا تبخلوا على أخيكم بالنصيحة التي تُصلحَ الكتاب ، وئنَّةً حَلَه ، وتخبر وَمَتَهُ . وبعد ، فهذا ما كان . . . ويبقى لي طلب من كل قارئ لهذا الكتاب ، أنقله في بيت الإمام السالمي - رحمه الله - إذ يقول : 
ويرحَمُ اللهُ فتي دَعَا لي ..من قلبه في ظلَم الليالي.


 نظرة حول تصويب الأخطاء اللغوية الشائعه 

كانت البداية الأولى لتصحيح الأخطاء اللغوية الشائعة في لغتنا عند إمام أهل الكوفة : الكسائي ( ت ۱۸۹ هـ ) بكتابه الذي كان الأول من نوعه في ذلك الوقت : ( مَا تَلْحَنَ فيه العامّة ) ، وقد كان الكسائي وغيره من أئمة اللغة يقفون في ذلك الوقت سنا أمام اللحن الذي بدأ يشيع في ع صر دخلت فيه طوائف من غير العرب إلى حواضرهم وبلدانهم ، حتى وصل الأمر قذه الطوائف إلى اللحن في القرآن الكريم ، وكثر اللحن بعد ذلك ، وابتعد الناس عن نقاء اللسان العربي الأول ، وطغت اللهجات الجديدة على العربية ، تلك اللهجات التي صارت خليطا من العربية ( البعيدة عن القواعد ) والفارسية والروميّة . من ذلك انبرى علماء أجلاء يدافعون عن العربية ، وينفون عنها التحريف والتصحيف ، فخرج للأمة ( إصلاحُ الْمَنطق ) لابن السكيت المتوفى سنة 344 هـ ، ور غلط المحدّثين ) للخطاي البستي المتوفي سنة ۳۸۸ هـ ، ور دُرّه الغواص في أوهام الخواص ) للحريري البصري المتوفى سنة 516 هـ ، و ( غلط الفقهاء ) لعبدالله بن أبي الوحش المقدسي المتوفي استة ۵۸۲ هـ ، و ( تقويم اللسان ) لابن الجوزي المتوفى سية 597 هـ ، و تصحيح التصحيف وتحرير التحريف ) لصلاح الدين الصفدي المتوفي سنة 764 هـ و ( سهم الألحاظ ) لرضي الدين بن الحنبلي المتوفي سنة ۹۷۱ هـ ، وغيرها الكثير الكثير .
 وتصل إلى العصر الحديث ، فنجدُ ( لغة الجرائد ) لإبراهيم اليازجي ، وأخطاء اللغة العربية الشائعة عند الكتاب والإذاعيين ) لأحمد مختار عمر ، اأو تحريفات العامية الفصحى في القواعد والببنيات والحروف والحركات ) لشوقي ضيف ، وغيرها . 
وقد انقسم الناس أمام منهج تصحيح الأخطاء اللغوية ومحاربتهالي عصرنا إلى فرق عدة ، ويمكن أن نتبين في مجتمعنا ثلاث فرق منها : 
- فريق يرى أن العربي المعاصر صار يخاف أن يتكلم بالفصحى ، فإن تكلّم قام له مَن يقول : أخطأت ، وإن أتي بما يراه حسنا قيل له : هذه اللفظ من الخطأ الشائع ، وهذه العبارهٔ فيها خروج عن القاعدة المعروفة . . . ، فيرون من ذلك أنه لا داعي لهذه الضجة الكبرى ، فهذا تطور طبيعي للغة ، ولا بأس بتوسيع المعاني ، وإضافة بعض المعاني إلى كلمات لم تحملها من قبل ، وإن لم يكن بين الكلمة والمعنى الجديد رابط ، ويرون أنه لا يُحكم بالخطأ إلا على مَن حَرَج على قاعدة نحوية أو صرفية معروفة ، لذلك تجدهم يتوسعون في القياس جدًا ، ويصححون كثيرا من التراكيب والكلمات التي حكم بعض أهل اللغة والمجامع اللغويّة - ونادرا ما تفعل المجامعُ ذلك - بخطئها . 
- وفريق ثان يرى أن الأمر قد استفحل وتفاقم ، واتسع الحرق على الراقع ، وأنا صرنا أمام صدع لا يرجي رآه ، فليُترك الأمر على حاله ، فاللعة قادرة على أن تحمي نفسها ، فاللحن ليس أمرا جديدا عليها ، لذلك تراهم يتجاوزون عن زلات الكتاب والخطباء ، مع عدم رضاهم في قرارة نفوسهم عن هذا الأمر ، لذلك فقد شاع على ألسنتهم ( خطأ مشهورا خير من صواب مهجور ).
 - وفريق ثالث يرى أن من واجب العربي الغيور على لغته ؛ أن يتحرى في كلامه الصواب ، وأن لا يجد في نفسه غ ضاضة أن يعود إلى الصواب بعد أن يقال له : أخطأت ، ويرون أنه من واجبه أن يبحث عن الخطأ بنفسه ، وأن يعلم : لماذا خطأ أهل اللغة هذا وصوّبوا ذاك ؟ .
تحميل pdf
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات