كتاب علم البديع رؤية جديدة
تحميل كتاب علم البديع رؤية جديدة
انتهينا في كتابنا ( المدخل إلى الأدب العربي ودراسته ) إلى أن الأدب لا ينبغي أن يدرس من خلال تقسيمه إلى عصور تبدا بالعصر الجاهلي فالعصر الإسلامي . . . الخ لأن الجاهلية مضمون فكرى وليست إطارا زمنيا ، ولأن فترة ما كمل الإسلام لم تكن خالمية للشرك فقد كان فيها مؤمنون على بن ابراهيم وعلى شريعة موسى وعلى شريعة عيسى عليهم السلام ، فأب ما قبل الإسلام أدبان هما ادب الإيمان وأدب الجاهلية ، وهما متقابلان لا يجوز جمعهما ، وقلنا إن الإسلام لم يقض على الجاهلية لقوله صلى الله عليه وسلم لصاحبه ابي ذر ( إنك لمرو فيك جاهلية ) وذهبنا إلى أن جاهلية ما بعد الإسلام أشد واحد من الجاهلية قبل الاسلام ؛ لأنها تخفت بالنفاق واستفادت من مناهج الإسلام فقابلتها ، واتجهت إلى الشهوات فاستمالتها . فالجاهلية المعاصرة متمثلة في الظلم والحسد والغرور والعدوان على حقوق الآخرين في الأنفس والأعراض والأموال وهي أمور قد تصل إلى الشرك بالله وقد لاتصل . وقد تظهر في أثواب عصرية خلابة مثل الصراع بين الطبقات والايديولوجية وحتمية التاريخ و الثورية . . . الخ .
لهذه الأسباب أطلقنا الحكم وقلنا الأدب أدبان ودرسه درسان . استنادا إلى أن الموهبة الأدبية لها مظهران : مظهر إبداعي ومظهر درسي . وان المظهرين وجهان لعملة واحدة كما أكدنا على أن الأدب في حقيقته دعوة ، وللدعوة مظهران : أحدهما إيماني بناء يسعى إلى الصلاح والإصلاح .
وثانيهما : جاهلي هدام يتجه إلى الفساد والإفساد . كان لابد من هذه التذكرة المتصلة بإنشاء الأدب ودرسه لأن الأدب متصل بالقيم في أغراضه ومعانية في المدح والفخر والنسيب والرثاء والزهد .
وقيم الحق والجمال والخير بمثابة العملة المتداولة بين الأديب أو دارس الأدب والمهر . فتعلها في الاسب يعبد كرمته وطد من من الناس سوج . ويلنا على أن المنهج الذي درنا عليه في درس الأدب غابت فيه هذه الفتق لأنه لنبي الوحي به دنلوب وكرومر إلى المستشرق كارلو نالينو ) لغاية خبيثة لسد لي تقسيم الأب إلى عصور تاريخية صارت بمثابة حوائط عالية متعة للروية فهو منهج خاطئ ترتبت عليه أمر بالغة الخطر اهمها :
↚
1 - تناسي يداع الشعراء المومنين قبل البعثة المحمدية .
۲ - والصمت عن دور الشريعة الإسلامية في توجيه الأدب ، فصار يدعو إلى الحب والسلام والرخاء بعد أن كان شغله الشاغل الفخر بالغزو وتبرير القتل والسرقة والسبي واللهو بالنساء .
٣ - والإسراف في الحديث عن شعراء صدروا عن المضمون الجاهلي ونسبة شعرهم ظلما إلى الإسلام كأبي نواس وعصبة المجان ؛ فهم أصحاب جاهلية عاشوا في الدولة العباسيته ونقائض جرير والفرزدق والأخطل أدب جاهلي لمتد إلى عصر بني أمية .
4 - وإقامة دراسة الأدب على أحداث السياسة وقضاياها ، وبناء تطوره على الترتيب التاريخي للأحداث السياسية والاجتماعية ، وقسد أخنى ذلك كثيرا من الجوانب الإنسانية في أدبنا العربي فوجدنا أنفسنا نقرأ في التاريخ أو السياسة أو الاجتماع وليس في الأدب . وانتهينا إلى أن هذا المنهج محتاج إلى إعادة نظر ؛ لأنه قام على أن الأنب العربي شيء ولحد . والحقيقة إننا بازاء أدبين متغايرين لا يجوز الجمع بينها الأول هو الأدب القومي ، والثاني تدل عليه أسماء عدة هي : الأدب الجاهلي ، وأدب العوج ، وأدب التنوير ، والأدب الشعوبي ، والأدب غير القومي ، والحداثي و لا يخفى عليك اننا نشعر بهذه الأسماء الحديدة إلى امتداد التامر عطينا صور تاريخنا العسل ، كما نشير إلى وظيفة الأدب الأساسية في التوجيه والبناء والإصلاح ودلع الأخطار ، كما نشير إلى العداوة الراسخة الممتدة عبر القرون دون كلل أو ملل . وكتابنا الذي نقدمه للقراء اليوم يمثل المنهج الذي ننادي به في درس الأدب العربي درسا جديدا في مظهره أصيلا في حقيقته هو المنهج البديعي ، وقد رأينا من واجبنا أن نؤكد في هذا الكتاب على إعادة اكتشاف مدلول البديع بالرجوع إلى مصادرنا القديمة التي تصحح التصور الخاطئ للبديع عند السكاكي ومن تبعه ممن الخصوا كتابه وشرحوا التلخيص . وأيضا تراجع الدارسين المحدثين الذين أساموا فهم البديع بدءا من الدكتور محمد مندور في كتابه النقد التهجي عند العرب ووصولا إلى أصحاب الحداثة فقد دعونا أحدهم إلى المناظرة سنة ۱۹۹۰ فنكل ۔ ومنهجا البديعي مرتبط بالأدب القومى أي أدب الأمة العربية المؤمنة ذات القيم الخلقية النبيلة التي تقدر الابتكار ؛ لأن الإبداع ، إنشاء صنعة بلا احتذاء ولا النداء " ، وإذا استعمل في الله تعالى فهو : ايجاد بغير ألة ولا مادة ولا زمان ولا مكان وليس ذلك إلا الله .
تحميل الكتاب pdf
تعليقات
إرسال تعليق