القائمة الرئيسية

الصفحات

الحجاج في رسائل الشيخ أحمد التيجاني دراسة في وسائل الإقناع pdf



الحجاج في رسائل الشيخ أحمد التيجاني  دراسة في وسائل الإقناع pdf
الحجاج في رسائل الشيخ أحمد التيجاني دراسة في وسائل الإقناع pdf


 عرفت الدراسات اللغوية في العصر الحديث قفزة نوعيّة غيّرت مسارها إلى منحى جديد ومغاير لما كانت عليه من قبل ، بل قد تطوّرت تطورا سريعا جعلها تنتقل من دراسة الجملة إلى دراسة النص والخطاب ؛ حيث أصبح التص والخطاب مركز الاهتمام بدلا عن الحملة ، وهذا ما جعل ميادينها تتسع أكثر حتى لامست العلوم الأخرى كعلم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة والأنثروبولوجيا والأدب والحاسوب وغيرها . 
وهذه الجدة في الدرس اللغوي منحت التراث العربي والإسلامي رؤية جديدة تسمح بالكشف عن طاقاته الكامنة وإبداعاته الكثيفة . ولعل أقدر هذه النظريات اللغوية على كشف خبايا هذا التراث في التداولية بما تتيحه من فضاء واسع يحرر التت من قيود البنيويّة ، حيث أعطت الأولوية للعملية التواصلية وبكل ما يحيط بها ؛ بدءا بأقطاب التواصل ( المرسل والمتلقي ) ، ومرورا بالستياقات الخارجيّة ، وانتهاء بمقاصد المتكلم ومدى تأثيرها على المستمع .
 وهذا يعني اهتمام الدولية بالجانب الوظائفي للخطاب الأدبي أي بالجوانب المتعلقة بالواقع والمنفعة والغاية والمصلحة ، والآثار الملموسة ، أو ما يسميه هارتمان " قلب التحقق في الخطاب الأدبي . بل وتركز نظريّات الحجاج المنبثقة عن التداولية على الأثر الذي يتركه الخطاب في المتلقي ، وعلى مدى قدرة المتكلم على التأثير في الآخر وتغيير معتقداته وسلوكه .
فلم يعد مهما أن نبحث في جمال الخطاب الأدبي وما يحدثه من إمتاع وتسلية في نفوس متلقيه ، بل أصبح من الضروري البحث عما يحدثه من أثر وتغيير ، لأنّ الخطاب الأدبي ذو اتجاهين : اتجاه أدبي جمالي ، واتجاه وظائفي . وما يؤكد ذلك الخطاب القرآني والنبوي وما كان فيهما من جماليّات ، وما أحدثاه في الأمة العربية من تغيير حيث غيّرا مجرى التاريخ وبدلا جغرافية العالم في ظرف وجيز . 
من هذا المنطلق كان اهتمامنا يركز على خطابات كان لها الدور الفعال في تغيير المتلقي سواء في فكره أو في سلوكه أو فيهما معا ، فكانت ضالتنا في الخطاب المتوفي لما يتسم به من خصائص في الشكل وفي المضمون تميّزه عن غيره من الخطابات .
 كذلك التأثير القوي في المتلقين ؛ حيث أحدث تغييرا في المجتمعات الإسلامية من خلال شيوخه الذين استطاعوا خطاباتهم التأثير في الناس وإقناعهم بأفكارهم وآرائهم بل وتغيير سلوكهم أيضا . ما جمع حولهم مريدين كثرا منتمين إليهم وهذا ليس في زمنهم فحسب ، بل استمر إلى زمننا هذا ؛ حيث نجد الطرق الصوفية منتشرة في كل العالم الإسلامي ، ولها أتباع في كل مكان . وهذا يعني أنّ لهؤلاء الشيوخ تأثيرا قويا على المخاطبين لا يزال واضحا إلى اليوم.
تحميل الرسالة
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات