أنسنة الشعر مدخل إلى حداثة أخرى ( فوزي كريم ) نموذجاpdf
تحميل أنسنة الشعر مدخل إلى حداثة أخرى ( فوزي كريم ) نموذجاpdf
تأليف : حسن ناظم
تمثل هذه الدراسات في أنسنة الشعر ، في إبداع فوزي كريم شعراً ونقداً كفارة نقدية عن عبث مورس على النصوص عبر إغفال الجانب الإنساني فيها . إن النصوص ، مهما كانت طبيعتها ، لا تُغفل وجود الإنسان والحياة وعلاقاتها بهما . ويمكن أن يستشعر المرء عقم معالجات عديدة استهلكت جهوداً نقدية انصبت على النص نفسه واستبعدت علاقاته بالإنسان وعالمه . ولقد انبثقت راية ما يمكن تسميته بالاكتفاء النصي من وضع عالمي طبق النظرية الأدبية . إذ مارس هذا الوضع نمطاً لمفتربات نقدية بقيت تكافح من أجل دحض الاكتفاء النصي وربط النصوص بكل ما يمثل خارجاً تعاينه وتعالجه . وفي التمهيد عن النقد الدنيوي ، وصف إدوارد سعيد ، بأسف ، هذا الوضع وصفاً بالغ الدلالة حين سمّاه اتيه النصية .
فهل كان الشاغل الأول لكتابة الشعر هو الصوت : جماله ، ومؤالفته ، ونظمه حسب ، وهل كان يعمد إلى إغفال معنى الموت ؟ وهل كان شاغله الأول دعم ما يدمر الإنسان ، أم كان التعبير عن همومه وعواطفه وأفكاره ، دون أي إغفال لاي مكمن من مكامن إنسانيته ؟
مع هذه الكفارة النقدية ، يحاول هذا الاختيار جسر هوتين : الأولى بين الشاعر ونقه ؛ تلك التي نوه بها فوزي كريم كثيراً ، والثانية بين الشعر ومتلقيه . إذ لابد للنقاد ، بعد تدهور هذه العلاقة الأخيرة ، أن يتولوا مهمة توجيه اهتمامات المتلقين إلى تذوق الشعر . وفي هذا المسعى نوع من الكفارة عن مشايعة الشعراء في إبهاماتهم التي فلسفها النقد أيما تفلسف ، وأضفى عليها جدوى لم تكن ممكنة في الأساس لولا ذلك التخرص ، والأحداديث الملفقة عن الشعر الحداني . ومن هنا ، بجيء اختبار فوزي كريم نموذجاً لهذه الدراسة عن أنسنة الشعر ، تلبية الحاجة نقدية وشعرية في آن .
إذ لم أتناول فوزي كريم لأنه شاعر ينتمي إلى جيل الستينات بالعراق ، فهو لا ينسجم مع الأطروحات العامة لهذا الجيل في كتابته ، وأنا أرى إلى ثقافة الستينات بالعراق ثقافة حكمنها الأيديولوجيا سلبياً ، فصار الإبداع فيها غالباً إبداعاً مؤطرة إن لم يكن مقيداً . وفي الوقت عينه ، يندر أن نجد شاعرة شهد تقلبات حقبتنا العصيبة هذه وظل مخلصاً المنطلقاته النظرية والعملية في عالم الشعر . وفوزي كريم هو الأبرز من بين ثلة من الشعراء الذين نافحوا عن مقتربهم الفني الإنساني حتى الآن . ولعلنا ندرك مدى صعوبة مثل هذا الإيمان بالرسالة الإنسانية للفن عموماً وللشعر بشكل خاص إذا ما تأملنا الرياح التي عصفت بكل من أشكال الحياة وأشكال الشعر في آن . ومن جهة أخرى ، يوفر العالم الشعري التي تبنيه اشعار فوزي كريم ممهدات مهمة لإجابات عن أسئلة تخم رسالة الشعر والشاعر في الحياة ، كما انها تضع معالجات ناضجة لمعضلات علاقة الشعر بالحياة كما أحسب.
تحميل الكتاب pdfفهل كان الشاغل الأول لكتابة الشعر هو الصوت : جماله ، ومؤالفته ، ونظمه حسب ، وهل كان يعمد إلى إغفال معنى الموت ؟ وهل كان شاغله الأول دعم ما يدمر الإنسان ، أم كان التعبير عن همومه وعواطفه وأفكاره ، دون أي إغفال لاي مكمن من مكامن إنسانيته ؟
مع هذه الكفارة النقدية ، يحاول هذا الاختيار جسر هوتين : الأولى بين الشاعر ونقه ؛ تلك التي نوه بها فوزي كريم كثيراً ، والثانية بين الشعر ومتلقيه . إذ لابد للنقاد ، بعد تدهور هذه العلاقة الأخيرة ، أن يتولوا مهمة توجيه اهتمامات المتلقين إلى تذوق الشعر . وفي هذا المسعى نوع من الكفارة عن مشايعة الشعراء في إبهاماتهم التي فلسفها النقد أيما تفلسف ، وأضفى عليها جدوى لم تكن ممكنة في الأساس لولا ذلك التخرص ، والأحداديث الملفقة عن الشعر الحداني . ومن هنا ، بجيء اختبار فوزي كريم نموذجاً لهذه الدراسة عن أنسنة الشعر ، تلبية الحاجة نقدية وشعرية في آن .
إذ لم أتناول فوزي كريم لأنه شاعر ينتمي إلى جيل الستينات بالعراق ، فهو لا ينسجم مع الأطروحات العامة لهذا الجيل في كتابته ، وأنا أرى إلى ثقافة الستينات بالعراق ثقافة حكمنها الأيديولوجيا سلبياً ، فصار الإبداع فيها غالباً إبداعاً مؤطرة إن لم يكن مقيداً . وفي الوقت عينه ، يندر أن نجد شاعرة شهد تقلبات حقبتنا العصيبة هذه وظل مخلصاً المنطلقاته النظرية والعملية في عالم الشعر . وفوزي كريم هو الأبرز من بين ثلة من الشعراء الذين نافحوا عن مقتربهم الفني الإنساني حتى الآن . ولعلنا ندرك مدى صعوبة مثل هذا الإيمان بالرسالة الإنسانية للفن عموماً وللشعر بشكل خاص إذا ما تأملنا الرياح التي عصفت بكل من أشكال الحياة وأشكال الشعر في آن . ومن جهة أخرى ، يوفر العالم الشعري التي تبنيه اشعار فوزي كريم ممهدات مهمة لإجابات عن أسئلة تخم رسالة الشعر والشاعر في الحياة ، كما انها تضع معالجات ناضجة لمعضلات علاقة الشعر بالحياة كما أحسب.
تعليقات
إرسال تعليق