القائمة الرئيسية

الصفحات

أثر المرجعية الفكرية في تحليل الخطاب اللغوي pdf




أثر المرجعية الفكرية في تحليل الخطاب اللغوي  pdf

أثر المرجعية الفكرية في تحليل الخطاب اللغوي  pdf
فاتح زيواننقصد بالرجعية الأصول الفكرية والمعرفية لنظرية الخطاب ذلك أن العرب اعتزوا بمذاهبهم أيما اعتزاز ، وراحوا يدعون اليها بشتى السبل ، عاكسين فكرهم في تحليلاتهم للظواهر اللغوية وتفسيرهم للخطاب بخاصة الذي يفرض وجود مخاطب ومخاطب وخطابه وبينهما أداة نقل وإعلام هي اللغة أو نظام الإشارات ، وهي ظواهر اصطلحوا عليها باسم « ظواهر التخاطب ، فاللغة وجدت للتعبير عن أغراض المتكلمين ، وتبليغ مقاصدهم للمخاطب ، قال ابن جني - ت 392 ه : « أما حدها فإنها أصوات  يعبر بها كل قوم عن أغراضهم  ، إننا سنقوم بإعادة قراءة تراثنا اللغوي قصد فهمه في ذاته واستجلاء أبعاد وعناصر التخاطب عند علمائنا ، حيث نرحل من خلاله إلى الجذور الفكرية والمعرفية والمذهبية التي أسهمت بقسط وافر في بلورة عملية التخاطب لدى علماء العرب والمسلمين بعامة ، ذلك أن الانتماء الفكري والسياسي من شانه أن يؤثر في التوجيه العلمي لدى من يتبنونه . وقد انعكس هذا التعدد والتنوع المعرفي في كتاباتهم ودراساتهم ، فحوته مصنفاتهم الضخمة التي بقيت محفوظة إلى يومنا هذا ، والتي نحا فيها أصحابها منحى 
 الموسوعية والتنوع في دراسة المادة العلمية وموضوعاتها ، ومن ثم يجب أن تكون قراءتنا المصنفات هؤلاء العلماء على أساس موسوعي مراعين في ذلك الترابط بين الاختصاصات في ثقافة علمائنا القدامى ، وانتماءاتهم السياسية والمذهبية على أساس أن الثقافة العربية الإسلامية ولم تكن في يوم من الأيام مستقلة ولا متعالية عن الصراعات السياسية والاجتماعية ، بل لقد كانت باستمرار الساحة الرئيسة التي تجري فيها هذه الصراعات .  ، فكل عالم لغوي أو بلاغي أو متكلم أو أصولي أو ناقد ، كان ينطلق من أصول مذهبية وفكرية ويحاول أن ينتصر لها وينقض آراء خصومه ومخالفيه ، ولا أدل على ذلك ما كان قائما من صراعات فكرية ومذهبية بين المعتزلة والأشاعرة ، ظهر أثرها في دراساتهم اللغوية والنحوية والبلاغية . فالانتماء الفكري والعقدي إذاً طبيعة جبل عليها الإنسان ، ومن أجله يسعى ، بكل ما أوتي من قوة وما أتيح له من قرص سانحة إلى نشر فكره من طريق الكلمة أو المؤلف ، خاصة وأن علوم العربية ، من نحو وصرف وبلاغة ، لم تنشا بمعزل عن علوم الدين الشريعة ، فالنحو على سبيل المثال ، ظهر نتيجة لشيوع اللحن في قراءة القرآن الكريم من الدن الأعاجم الذين اعتنقوا الإسلام ، مما دفع بالمخلصين والغيورين على هذه اللغة ( لغة الضاد ) في التفكير بايجاد قواعد تعصم الألسنة من اللحن ، وكان كذلك ، فشاع هذا العلم - النحو - بين الناس ، وأقبلوا على طلبه والغوص في أغواره والاستزادة منه .
تحميل الكتاب pdf
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات