جماليات الفراغ في القصيدة العربية المعاصرة pdf
جماليات الفراغ في القصيدة العربية المعاصرة pdf
أصبح الإبداع الأدبي محط اهتمام الكثير من النقاد في فترات مختلفة، مما دفعهم إلى ممارسة إجراءت مختلفة للكشف عن الجانب الجمالي والإبداعي في النص الأدبي، ومن بينها "جماليات التلقي"، و التي ترعرعت في ثنايا جامعة كونستانس الألمانية، حيث قامت بمنح النص قوة الوجود الفعلي في الواقع، و الوحيد الذي يستطيع أن يحقق له هذه القوة و يترجمها إلى أرض الواقع هو القارئ، فأعادت للقارئ اعتباره و قيمته بعدما كان مهمل من طرف المناهج السياقية و النسقية، وقد اكتسبت هذه النظرية أهمية كبيرة في الدراسات النقدية المعاصرة.
اهتمت نظرية القراءة والتلقي بالقارئ و ما يثيره بغض النظر عن النص و شخصية المؤلف،و ركزت تركيزا كبيرا على الدور الذي يؤديه المتلقي في إتمام النص الأدبي، و كسرت حاجز الصمت المطبق نحو التهميش الذي يعانيه القارئ أو المتلقي في ضوء النظريات السابقة، فأعطت للمتلقي دور في إبراز البعد الجمالي والفني للعمل الأدبي، وقد اعتمدت في هذا على تقنيات مختلفة و متنوعة، ومنها "الفراغ" أو البياضات و اللاتحديد عند انجاردن،و الفراغ الباني عند إيزرفالقارئ يتدخل في ملئ وسد الثغرات الموجودة في النص و إعطائها بعدا جماليا، و دلالات و تأويلات مختلفة،وهذه الدلالة تختلف من متلقي لآخر بحسب ثقافته و معرفته واستجابته للنص المدروس، فهي تهتم بالطرق التي يتم بها استقبال الأعمال الأدبية من قبل القراء، وتعطي نظرية التلقي الحرية المطلقة للمتلقي لملء الفجوات و سد الثغرات كل حسب طريقته، فالقارئ أو المتلقي يقوم بإثراء النص و فك شفرته وبيان عناصره الجمالية، فهو يتخطى حدود البنية اللغوية المغلقة إلى عوالم و فضاءت واسعة من القراءة والتأويل.
و الهدف المرجو من اختيارنا لهذا الموضوع ، هو تقديم نظرة متواضعة عن دور الذي يقوم به الفراغ في تشكيل الجانب الجمالي و الدلالي في العمل الأدبي
وكان موضوع الفراغ محور دراستنا في هذا البحث الموسوم بـ:
" جماليات الفراغ في القصيدة العربية المعاصرة، جدارية محمود درويش أنموذجا"
فما هو الفراغ؟
و كيف وظف محمود درويش الفراغ في جداريته؟
و يعود سبب اختيارنا لهذا الموضوع، رغبتا منا في معرفة العناصر الجمالية المكونة للعمل الفني، وكذلك لأهميته البالغة في إظهار المعاني الخفية الفاعلة في بناء و انتاج الدلالة لأينصأدبي، و معرفة الدلالات و التأويلات التي تنجم عن هذه الفراغات أو البياضات.
كما لا يخلو أي بحث من صعوبات و عراقيل، واجهنا في هذا البحث مجموعة الصعوبات تمثلت في عسر التحكم في المعلومات، و كذلك صعوبة التطبيق على جدارية محمود درويش، خاصة إذا تحدثنا عن الفراغ، فقد كان من الصعب استخراج الفراغات و اكتشاف الفجوات الواردة في قصيدة محمود درويش.
و للإجابة عن الأسئلة السابقة و أسئلة أخرى اتبعنا خطة بحث تشمل: مقدمة، مدخل، فصل نظري، فصل تطبيقي، خاتمة، ملحق.
جاء مدخل البحث ليبين الإرهاصات الأولى لنظرية التلقي عند الغرب، و تحدثنا عن أبرز روادها، "هانس روبرت ياوس" و "فولفغانغ إيزر"، ثم تطرقنا إلى التلقي عند العرب و كيف ظهر عندهم.
جاء الفصل الأول بعنوان" ماهية الفراغ " و قسمناه إلى أربعة مباحث، تحدثنا في المبحث الأول عن ماهية الفراغ (لغة، اصطلاحا، فلسفة)، بيما جاء المبحث الثاني ليبين أشكال الفراغ و أنواعه، وفيما يخص المبحث الثالث، تحدثنا فيه عن أهمية الفراغ في التفاعل النصي، و العلاقة التي تربط بين النص و متلقيه، أما فيما يخص المبحث الرابع و الأخير كان بعنوان " تقنية الفراغ في القصيدة العربية المعاصرة ".
و كان الفصل الثاني بعنوان " مظاهر الفراغ و أشكاله في الجدارية"، و قسمناه إلى أربعة مباحث، تحدثنا في المبحث الأول عن تجربة محمود درويش الشعرية، و جاء المبحث الثاني بعنوان الحذف و تطرقنا فيه إلى صيغ الحذف في جدارية محمود درويش، أما الفصل الثالث جاء بعنوان التناص و تحدثنا فيه التناص الأدبي، والتناص الديني في جدارية محمود درويش، و فيما يخص المبحث الأخير معنون إيحائية اللغة، لنصل في الأخير إلى خاتمة تشمل أهم النقاط التي توصلنا إليها، و أتبعنا كل هذا بملحق يشمل التعريف بالشاعر، حياته، تعليمه، و بعض مؤلفاته،لنصل في الأخير إلىقائمة المصادر و المراجع، و فهرس الموضوعات.
و اعتمدنا في تطبيق هذه الخطة على المنهج الأسلوبي التحليلي من خلال مجموعة من المراجع أهمها: فولفغانغ إيزر،" فعل القراءة ( نظرية جمالية التجاوب )، ترجمة جيلالي الكدية و حميد لحمداني، مراد حسن فطوم، "التّلقّي في النقد العربي (في القرن الرابع هجري)، بالإضافة إلى ناظم عودة، الأصول المعرفية لنظرية التلقي، وغيرها من المراجع التي ساعدت في إثراء هذه المذكرة.
وفي الأخير نشكر الله تعالى ونحمده كثيرا على إتمام هذا البحث، كما نتقدّم بالشّكر الجزيل إلى الأستاذة المشرفة، وكل من مدّ لنا يد العون في إتمام هذا البحث.
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق