القائمة الرئيسية

الصفحات

بلاغة الحجاج في النص الشعري



يقول أرسطو: “لا يكفي التوفر على مادة الخطابة، بل ينبغي أيضا التكلم بالكيفية المناسبة، وهنا يكمن الشرط الضروري لجعل الخطاب ذا مظهر جيد”(2) ويقول أيضا: ” هكذا نجد للعبارة(3) جانبا ضروريا إلى حد ما في كل أنواع التعليم، إذ أنه من الضروري للقيام ببرهنة ما التحدث بهذه الكيفية أو تلك، إلا أن العبارة لا تكتسي هنا الأهمية التي تكتسيها في الخطابة، إذ أن كل شيء في هذه الصناعة يتم إعداده لإحداث تأثير ما ويوجه نحو مستمع ما. وهكذا فلا أحد يعمد إلى هذا المسلك لتعليم الهندسة”(4). تختصر هذه العبارة حل مشكلة هامة وهي أن المتحدث في المجال العلمي لا يضطر إلى الاهتمام بالعبارة إلا بالقدر الذي يسمح بتوصيل الفكرة. بل إننا نستطيع القول إن الأسلوب غير ضروري هنا. إذ أن عامل التأثير واستهداف المتلقي لا تكون له أية أهمية. فكأن الخطاب العلمي، وهو يهتدي بالتجربة وبالبرهنة المنطقية، يجد نفسه في غنى عن الأسلوب. وليس الأمر كذلك بالنسبة إلى الخطيب، أي خطيب.
تحميل الرسالة
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات