فلسفة الفعل
فلسفة الفعل
كيف الحديث في الفعل بصوابية ومصداقية والمفترض الأشد تداولا هو أن الذين يتحدثون في الفعل هم الذين لا يفعلون ؟ أمعنى ذلك أن الفاعلين يفعلون ولا ينشغلون بالحديث عما يفعلون والذين لا يفعلون هم الذين تعلو أصواتهم لتغطي جلبتهم على عطالتهم ؟ أم أ، الفعل هو مما لا ينقال ، ليس نتيجة لعلوه بحيث يعز قوله وإنما نتيجة كونه مرادفا للصوم عن الكلام ؟ أم أن الفعل يقول ذاته متجسدا وهو في غير ما حاجة إلى كلام لا يفعل غير أن يعقده ويعتمه بل ويعطل مفاعيله ويلهي عن قدرته التعبيرية ؟ أم أن الكتابة في الفعل هي ذاتها فعل من حيث هي حد وإظهار وتجلية بها ينبسط المرئي ويأتلق اللامرئي منشبكين انشباك تعشيق ومتقالبين تقالب الوجه والقفا ؟ فكيف والحال هذه تكون الكتابة في الفعل عطالة على أي جهة كانت حتى وإن كانت ديماغوجيا أو إيديولوجيا أو لغة خشبية ؟ بل اللغة ذاتها اليست حمالة فعل من جهة صيغها الاستفهامية والإبلاغية والأمرية والطلبية والتنبيهية ؟
شكلت علاقة النظر بالعمل والنظرية بالممارسة والفكر بالفعل موطنا من مواطن تساؤل الفلسفة ما تزال توتراته مكرورة حتى اليوم ليس في خطابات الفلاسفة وحدهم، بل وعند الإبستيمولوجيين والإتيقيين وحتى الساة. والغالب في تباين الإجابات هو القول بأحد السبقين، إما سبق الفكر للفعل، وهو ما تتبناه كل المثاليات بما فيها الوضعويات بتنويعاتها التحليلية في اللغة وفي السياسة، أو بأسبقية الفعل على الفكر وهو ما تقول به الماديات سواء كانت ميتافيزيقية أو موضوعانية أو جدلية.
تحميل الكتاب pdf :فلسفة الفعل
تعليقات
إرسال تعليق