أيقونة الأنموذج في الشّعر الجاهلي
أيقونة الأنموذج في الشّعر الجاهلي
تبحث هذه الدراسة في جدلية الذات الجاهلية مع عالمها المكاني والزماني والإنساني، وكيف استطاعت هذه الذّات بحسّها الواعي أن تتجاوز الملموس والجاهز المحيط بها إلى معانقة العوالم البعيدة، وأن تستحدث بدائل معيارية، وتُنَمْذِجَ صورا مثاليّة مشرقة تكون معادلا موضوعيا للحياة الجاهلية المثقلة بالهموم النّفسية والاجتماعية.
ولماّ كان النص الشعري الجاهلي نصا رافدا ثـرَّا لكل الأنساق الثقافية السائدة، ومؤسسًا لجميع الرواسب التاريخية والحضارية، كانت معه الذات الجاهلية في سباق مع الوجود؛ يكتنه ذاته، ويبعج أسراره، ويبحث عن عوالم مستقرة، تأنس لها إنسانيته الخائفة الوجلة مـن صروف الدهـر وتقلباته، ذلك أن استقرار النّفس البشرية - فكرًا وسلوكًا - يستدعي رسمَ "أنموذج" الذي يعني "تصورًا مثاليًا" تنتهي عنده كل الأشكال الفكرية والثّقافية والإبداعية، أو هو الصورة المثلى لكل التجارب الحياتية والفنية التي ينبغي احتذاءُ أثرها، ومحاكاةُ منوالها، بغرض تجسيدٍ أسمى لوعي الحضارة والثقافة العربية، ذلك أن أفضل العوالم وأجملها وأسماها هي التي يقدمها "الأنموذج".
تعليقات
إرسال تعليق