مقدمة في اللسانيات المعرفية pdf
اللغة هي الوسيلة التي اعتمدها الإنسان منذ الأزل للتعبير عن حاجياته ومكنوناته الخفية ، وهي محل استلهام حاول من خلالها فهم العالم ، وفهم الذات ، والعلاقات التي تربطه بكل العوالم الممكنة ، وإن كانت اللغة متعددة الأشكال ، فالإنسان وظفها لأغراضه معبرا عن قدراته التواصلية والاستنتاجية والاستدلالية ، إذ ما فتئ متمكنا من الولوج إلى الجانب الخفي واختراقه نظرا لما أوتي به من كفاءة إدراكية ومنطقية واجتماعية . . .
وقد كان الإنسان منذ القديم يطرح الأسئلة حول ظواهر لها علاقة بحياته اليومية ويتطوره ، ومثل هذه الظواهر التي تشغله كانت أساس نتاجاته الذهنية ، مثلما حاول حصر هذه الظواهر باستعمال التعيين باعتباره الوسيلة الفاعلة لضبط مفهوم ما . لقد انطلقت عند أمم متعددة وعبر العصور نقاشات ذي أهمية حول العلاقة الكائنة بين اللغة باعتبارها وسيلة للتعيين ، والذهن باعتباره حاملاً للأفكار ، ومن المؤكد أن يكون الإنسان هو المخلوق الوحيد الحامل لملكة وحيدة معقدة وفي تطور مستمر سواء من الناحية الذهنية أو الفزيولوجية ، وبمثل هذه الملكة التي وهبه الله بها يختلف عن المخلوقات الأخرى . والنقاش لا يزال متواصلا حول ما ذكر وحول ما اقترح من آليات وتفسيرات أكثر انسجاما وأكثر عملية التفسير الظاهرة التي دعاها اللفسائيون واللسانيون بالمعرفة أو الإدراك ، ولتطوير هذا النموذج كانت الاستعانة بالاعلام الآلي والعلوم العصبية والذكاء الصناعي ذا أهمية بارزة ومهما كانت النتائج المتوصل إليها من خلال تجربة تورينغ A . M , TURING ، ومهما كانت النتائج التي لوحظت فيها ، قالها تعد القاعدة الأساس لتطور العلوم المعرفية حاليا والممتدة إلى مختلف تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم التجريبية . وللخوض في هذا الموضوع من الأهمية بمكان البحث ومعالجة هذه الأفكار التي تتمثل في:
- ما هي علاقة الفكر باللغة ؟
- هل من وجود للسانيات معرفية ؟
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق