كتاب اللسانيات النشأة والتطور
إن الحديث عن اللغة بدأ في عصور ضارية جذورها في اعماق التاريخ ، و لكن كان في شكل تاملات فلسفية حول نسبة اللغة ، و اسبقية اللغة أو الفكر ، و العلاقة بين الدال و المدلل و أقسام الكلام . . الخ .
أما الدراسات اللغوية التي تبنت مناهج علمية . فقد ظهرت في العالم الغربي في أواخر القرن التاسع عشر الميلاسي ، و بلاحظ المتبع لتطور الفكر اللغوي أن هناك علاقة وطيدة بين القدماء و المعاصرين ، و أن هناك مسائل عالجها الأوائل بطريقة وصفية موضوعية ، و استفاد لا محالة منها علماء اللغة في العصر الحديث .
و اللسانيات كباقي العلوم الأخرى تنهل من منابع الدراسات القديمة ، ولا يمكن أن تستغني عنها ابدا و هذا ما نلاحظه عند بعض الباحثين المحدثين الذين كتبوا في اللسانيات و طوروا مناهجها ، و تطرقوا الى النظريات اللغوية القديمة ، و حاولوا إحياها ، و إعادة صياغة بعض جوانبها . و كما هو شائع بين أوساط الدارسين اللغة ، فإن اللسانيات في الدراسة العلمية للغة وحسب مونان ( Monumun ) فإن أول استعمال لكلمة " لسانيات ( Linguistique ) كان في سنة 1833 م ، أما كلمة " لساني ( linguistic نقد استعملها رينوار ( Runwarah ) سنة 1816 م في مؤلفه : مختارات من أشعار الجوالة » * والسؤالان اللذان قد يتبادران للذهن عند قراءة هذا التعريف هما ما هي اللغة ؟ وما في الدراسة العلمية ؟
أما عن السؤال الأولى ، فهناك عدة تعريفات للغة أتي بها بعض مشاهير النحاة واللسانيين لقد عرف العالم العربي ابن جني ( ت 392 اللغة بقوله : " أما حدها - أي اللغة ـ فإنها أصوات يُعبر بها كل قوم عن أغراضهم 23 و في نظر الأمريكي سابير أن يكون الأسلوب سهلا ، و المصطلح دقيقا و العمل كله مفيدا وممتعا .
إن مثل هذه الدراسات المتخصصة في الحقول اللسانية تبقى قليلة مقارنة بالدراسات الأدبية ، و مازالت بحاجة الى أقلام الباحثين إثراء المكتبة العربية و إغنائها بما يطرأ من تجديدات في عالم اللسانيات وفي الأخير ، نرجو أن يحقق هذا البحث الغاية التي نطمح إليها من خلال هذا العرض الشامل عن أهم الدراسات اللغوية قديما و حديثا من حيث ماهيتها ، و أهدافها ، ومناهجها . كما لا يفوتنا أن نعبر عن شكرنا و امتناننا لكل من قدم لنا يد العون والمساعدة من أجل إنجاز هذا البحث ، و إخراجه على هذه الصورة التي نود أن تنال إعجاب القارئين واهتماماتهم . والله ولي التوفيق
أحمد مومن
تحميل الكتاب pdf
تعليقات
إرسال تعليق