كتاب في النص الأدبي دراسة أسلوبية pdf
تحميل كتاب في النص الأدبي دراسة أسلوبية pdf
هذا الكتاب إسهام لساني في كل مانحسبه أزمة أخذة بختاق الدرس الأدبي العربي المعاصر ، وهي قضية يتجاوز خطرها الجدل السائد حول الحداثة والتحديث إلى ضرورة تواصي أهل العلم بالعمل الدانب على ترسيخ أساليب المعالجة العلمية المنضبطة للنص الأدبي ، بعد أن أصبح نباً مستباحاً لكل قادر على حوك الكلام ، متصرف في فنونه ، يحسب أن في هاتين الخليقتين مقنعاً يفنيه . .
تلك النزعة في الدرس الادبي تقعد بدراسة النص عند رسوم الموروث من النعوت والألقاب و الأحكام ، ووتعتمد النوق ( ! ) مناطاً لفحم النصوص ، ولا ترى في النص الأدبي شيناً جديرة بأن يحتشد الباحث له ، ويتسلح لمقاربته بمعارف العصر وعلومه وقصارى أحدهم أن يشهد لنفسه بحسن الذوق ، وسلامة الطبع ، ونفاذ البصيرة ، ثم يقتضي الناس الإذعان لحكمه والتسليم له بمقتضى هذه الشهادة .
ومن الدارسين فريق يجر النص الأدبي جراً ليركض به خلف معطيات وتفسيرات نفسانية أو إجتماعية أو تاريخية أو مذهبية ، جاعلا منه خداماً لكل علم ، ملقية به وراء الأسوار أسيراً لنوع من المعالجة المضمونية الضيقة وهي معالجة لا يمكن أن تفسر وحدها ما به يكون الأدب فاعلاً خالداً ، وإن دارساً مذا دأبه لهو - في ظننا - كالضارب في التيه ، فلا هو رضي بمقعده بين الدارسين التقليديين للأدب ، ولا هو فسح لنفسه بين غيرهم من العلماء مكاناً كريماً . وحسبك بمن يعرض على الناس بضاعة مزجاة ، أو ينتبذ بنفسه مكاناً قصياً يتسلّط فيه فتات الموائد .
↚
من هنا أحس بعض المتأملين لواقع الدرس الأدبي حاجة ملحة إلى حل تنشط به دراسة النص من عقالها ، وامتازت من صخب الزحام في السوق الأنبية أصوات أصيلة تدعو إلى الأخذ بأسباب الدرس العلمي على بصيرة ، وتهيب بارباب هذه الصناعة أن بتسعوا لغة العصر ، وأن يصلوا أمر أخر هذه اللغة الشريفة بلله ، فيضعوا ظاهرة النص الأدبي في حاق موضعها من ظاهرات النشاط العقلي عند الإنسان . ا - ۷ - ، بيد أننا وجدنا بعض من ينسبون إلى التحديث ينطلق ، من أسف ، إلى وصف الجنة الموعودة التي تنتظر المتمردين على النزعات التقليدية في دراسة الأدب ، والمتشبثين بأذيال البنيوية والأسلوبية والتفكيكية ، دون أن يزج بنفسه في خضم دراسة النص العربى صابرا محتسباً . وهكذا تحتشد في كتاباته أسماء أعلام الفرنجة ومذاهبهم في زحام لونه زحام الأعراس والموالد ، أما النص العربي فيتوارى عنده بالحجاب .
ثم إنه لا يتنع بذلك حتى يصوغه في نعمة من الزمن الإستعلاء ، يقول بها القرانه : انظروا كيف أحسن ما لا تحسنون ، وهيهات لما توعدون ولا نشك في أن هذا المسلك هو أقرب طريق إلى نوع الشهرة وتفشي الصيت بأقل التكاليف وأيسر المئوية .
غير أن دارسا يقنع من تحديث دراسة الأدب بنصيب أم الكيس في الشاهد النحوي الشهير هو دارس يفتقد شجاعة مواجهة النص ولربما كان في ظنتنا لا يقل خطراً على الدرس الأدبي من الواقف عند رسوم القديم ، أو التسقط الفتات المواند ، ذلك أنه لم يضف إلى هذا الدرس من الجديد ما بعد به مفارقاً للقديم ولأنه لا يختلف عن الثاني إلا في نوع ما يساقط من فتات ، ولأن أكثر ما يكتبه إنما يسقط أخر الأمر ما بين عجمة العقل وعجمة النقل ، ومنه يُرض بصنيعه المتطلع للتحديث من شباب الباحثين على إراقة السقاء دون أن يبلغ بهم منابع الري ، ويورثهم سخطاً على ما في أيديهم ، وبرها به دون أن يُبدلهم ما هو أوفر عطاء وأمس رحماً .
تعليقات
إرسال تعليق