سوسير وفتجنشتين فلسفة اللغة ولعبة الكلمات pdf

من المشكلات والصعوبات التي تعترض طريق متعلمي العربية ، وأدرك بحسه النافذ وعقله اللاقط أن الإعراب - وهو أظهر خصائص العربية - هو أهم ما يشغل طلاب العربية ومتعلميها ، فقدم لهم في محبة وتعاطف هذا الكتاب الذي بين أيدينا .
 والإعراب لا يتحقق إلا بالعقد والتركيب ، ولا يكون في الكلمات مفردة بعيدة عن النسق في جملة ، ولذلك فهو يُحكم نسيج الجملة   المتشابكة من حيث علاقات الإسناد ، والتعليق ، والتبعية ، والمطابقة والترتيب ، وكل ما يحكم بناء الجملة بحيث تؤدي معنى مفيدا يحسن السكوت عليه ، ومن هنا كان الإمساك بتلابيب الإعراب في الجملة إمساكا بالجملة وإتقادًا لها في حقيقة الأمر . قد أتوقف مع الدكتور حمادة في مقدمته حيث ذكر أن الإعراب فن ، وهي عبارة شاعت عند بعض من تناولوا هذا الجانب ، ولعلها موروثة أيضا من بعض القدماء ، ولكني أتساءل : هل الإعراب بالمعنى الذي شرحته به آنفا فنّ أو علم ؟
 إن الفن مرتبط بالخيال والإبداع ، لكن العلم مرتبط بالقواعد والضبط ، ولعل استخدام عبارة « فن » هنا فيها ضرب من التسامح والتخفف ، ولعل هذا يغرى بالإقبال على هذا العلم وينفى عنه الخوف منه . إن اللغة العربية في السنوات الأخيرة تتعرض لضروب مختلفة من إهمال بنيها لها ، وعدم اكتراثهم بها ، لا يقبلون عليها ، ولا يلتفتون إليها ، ويؤثرون غيرها عليها في التعليم وفي الاستعمال . ولا شك أن اللغة العربية في حاجة إلى كل جهد مخلص من محبيها والساهرين على خدمتها ، ولا شك أن كل جهد مهما كان قدره مفيد مقبول ؛ لأنه سوف يؤدي إلى الغاية المرجوة ، والنتيجة المأمولة .
 وإني لآمل أن يكون هذا الكتاب الذي بين أيدينا واحد من هذه الأعمال المخلصة التي قدمها صاحبها بحب وإيمان بهذه اللغة الشريفة التي كرمها الله سبحانه وتعالى بان جعلها لغة كتابه الكريم . وإني لعلى ثقة أن الدكتور حمادة سوف يواصل هذا الجهد المبارك ، وهذا الكتاب خطوة سوف تتلوها خطوات - إن شاء الله - وهي خطوات رائدها الإخلاص ، ودافعها الإيمان بالهدف النبيل 
تحميل pdf