أصل الإعراب
يرى القدماء أن الأصل في الإعراب أن يكون بالحركة وعدمها ، أي بالضمة والفتحة وانكسرة والسكون ، وذلك لخفتها . ( 5 ) وعليه ، فالحركة هي آلة الإعراب ؛ لأن الاختلاف يحصل بها ، وأي إعراب سوى الضم في حالة الرفع ، والفتح في حالة النصب ، والكسر في حالة الجر والجزم في حالة السكون هو إعراب فرعي . قال ابن يعيش : اعلم أن أصل الإعراب أن يكون بالحركات ، والإعراب بالحروف فرع عليها وقد علل أصالة الحركات ( القصيرة ) بالنسبة للإعراب بشيئين : « أحدهما أنا لما افتقرنا إلى الإعراب للدلالة على المعنى كانت الحركات أولى ؛ لأنها أقل وأخف ، وبها نصل إلى الغرض ، فلم يكن بنا حاجة إلى تكلف ما هو أثقل . . . والوجه الثاني أنا لما افتقرنا إلى علامات تدل على المعاني و تفرق بينها ، وكانت الكلمة مركبة من الحروف وجب أن تكون العلامات غير الحروف ؛ الأن العلامة غير المعلم كالطراز في الثوب ، ولذلك كانت الحركات في الأصل ، هذا هو القياس . وعليه ، فكل إعراب بغير الحركات القصيرة ) ، وبغير السكون ، هو إعراب بعلامة إعراب فرعية ، فالإعراب بالحركة أصل للإعراب بالحروف ( الحركات الطويلة وغيرها ) ، والإعراب بالسكون أصل للإعراب بالحذف ، قال ابن مالك : « والإعراب بالحركة والسكون أصل ، وينوب عنهما الحرف والحذف يعني أن إعراب غير المجزوم بحركة أصل لإعرابه بحرف ، وإعراب المجزوم بسكون أصل لإعرابه بحذف . ا ولا يدخل الإعراب في الكلام إلا بعد كمال بنائه ، وإنما جعل الإعراب في أخر الكلمة ؛ لأنه دال على وصف الاسم ، أي كونه عمدة ، أو فضلة ، والدال على الوصف بعد الموصوف .و من باب تقديم الأصل على الفرع فقد جرت العادة في النحو التقليدي أن يبدأ بالحديث عن المعرب بالعلامات الأصلية ، أي الحركات القصيرة ) والسكون . ثم يثني بعد ذلك بالحديث عن المعرب بالعلامات الفرعية ، التي لا يلجأ إليها على حد قولهم إلا لعلل تعرض للكلم فتخر جها عن جمهور بابها .
إعراب الأسماء الستة
ولما كان ما يعرف في الاصطلاح بالأسماء السنة وهي : أبوك وأخوك وحموك وهنوك ، وفوك ، وذو مال ، لا تعرب بحركات قصيرة بل بحركات طويلة أو بالحروف احسب تعبير القدماء ، فقد عدت مما أعرب بالعلامات الفرعية ، وأدرجت ضمن الأبواب التي خرجت عن القاعدة العامة في الإعراب .
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق