كتاب قواعد الإملاء بين النظرية والتطبيق pdf
يحتل الإملاء العربي مكانة كبيرة على خريطة الكتابة باللغة العربية ، لأنه في الواقع يمثل حجر الزاوية في فهم المكتوب وعرضه بصورة واضحة . وإذا كان جمال الخط العربي يمثل منزلة يسعى إليها كل من أراد الإبداع ، فإن الكتابة السليمة والصحيحة هي الركيزة الأساسية لهذا الجمال والإبداع . من هنا اهتم العلماء العرب في القديم والحديث بالخط العربي وربطوا بينه وبين الكثير من فروع اللغة العربية كالأصوات والنحو والصرف والمعاجم وما إليها .
وليس هذا بغريب ، خاصة وأن تحديد كتابة همزة مثلاً يقتضي العودة إلى أصوات الكلمة والمواءمة بين أقواها وأضعفها لاختيار الصورة الصحيحة ، وأيضا فقد تؤثر قاعدة نحوية على الاستعانة بإضافة حرف إلى الكلمة كما يحدث في بعض حالات التنوين وما يستدعيه ذلك من زيادة ألف إلى حروف الكلمة ، كذلك فإن كتابة الألف اللينة مثلاً قد تستدعى العودة إلى بعض أمور صرفية ومعجمية في تحديد أصل الألف وعما إذا كان باء أو واواً ، وهكذا . لكل هذا يجي علم الإملاء العربي ليساهم مع غيره من العلوم في الوصول بالدارس إلى مرحلة الصواب اللغوي في الكتابة العربية . وللأسباب نفسها نجد توافر العديد من العلماء والباحثين والمعلمين والمشتغلين بالتربية بولون هذا العلم أهمية خاصة . وتبعا لذلك تتوالى المؤلفات فيه على نحو أو آخر . وكلها ـ في نظرنا - قابلة للإفادة منها في سياق أو آخر ، وإن كنا نأخذ على بعضها - إن لم تات يكن معظمها ـ أنها احتشدت للظواهر الإملائية أكثر مما ينعى ، إذ عرضت المسائل بطريقة استقصائية دون ما نظر إلى المستعمل أو المهمل ، كما أن الاستثناءات فيها قد وردت بطريقة تضيف صعوبات جديدة إلى الموضوع ، هذا فضلاً عن نيتها المتكررة .
تعليقات
إرسال تعليق