كتاب في مناهج الدراسات الأدبية pdf
تحميل كتاب في مناهج الدراسات الأدبية pdf
ظهر التعامل مع الآثار الأدبية والفنية تعاملا للسانيا في مطلع هذا القرن في تلك الفصول والمقالات ( 1 ) التي وقف فيها سيغموند فرود Slemund Froud ( 1856 - 1939 ) على الأدب والفن . فيهما السند لنظرته في اللا - وفي الشخصية ، ولتس مزيدا من الاتساع لدائرة الميدان الذي قاله العلم العلاجي التقني الذي استبد باکتشافه . وقد جاءت تلك الفصول وهذه المقالات من التنوع على الحد الذي اقلها لأن تشمل تضايا عديدة في الأدب والفن ، فبدت فيها معالم النظرية النسفانية مطبقة على الآثار الأدبية والفنية جلية التكامل والتماسك . وآية ذلك أن الناظر في ما كتبه فرويد عن الأدب سرعان ما يخرج بأن ذلك العالم المساري اعتنى بالأديب والابداع الأدبي اعتناءه بالقاري والقراءة والرمز وأبطال الروائع القصصية والمسرحية وبأغراضها . اعتی فروید بشخصية الأديب المبدع ، أكثر ما اعتنى بها ، في عملين اثنين ( 2 ) له ، حلل في الأول منهما شخصية الأديب الرسام العام الإيطالي ليوناردي فانشي onard de Vinci ما ( 1452 - 1519 ) ووقف في الثاني على بعض الخصائص النفسانية في شخصية الكاتب الروابي الروسي دوستويفسكي Dostoravsky ( 1821 - 1881 ) نكشف عن أسرارها . وانطلق فرويد ، في تحليل شخصية ليونار دي فانشي ، من ذکری احتفظت بها مفكرته عن طفولته الأولى . فقد روى أنه يذكر ، عندما كان في المهد ، أنه رأی نسرا ينزل عليه ويفتح له فمه ويضربه بذيله على شفتيه عدة مرات ، نفذ فروید من هذه الذكرى الى شخصية ليوناردي فانشي نحللها التحليل النفساني ، وبناها بناء فسر به ، في الآن نفسه ، البطء الذي اشتهر عن ذلك الرسام الايطالي في انحار أعماله العظيمة ، وقد كان ذلك الصراع من قبل يرد الى تنقلاته الكثير ، والغموض الأسر في ابتسامة المركوندا ( دم والاشرار المحيطة بحياته العاطفية والجنسية . كان لليوناردی فانشي ، حسب فروید ، اغراف جنسي على مستوى اللاوعي تأثرت به حياته وتأثر به فنه . أما في دراسته الشخصية دوستويفسكي ، قد انطلق فروید ، من بين ما انطلق منه ، من العصافي الذي كان يلم بالروائي الروسي الشهير ، وما يجدر ذكره أن فرويد إنما وقف على شخصية دوستويفسكي مصدرا ترجمة ألمانية لروايته « الاخوة کرامازوف » . وقد وجد فرويد في شخصية هذا الكاتب الروائي فنانا وأخلاقيا وعصابيا واما . وبقدر ما مجد فرويد الفنان في شخصية دوستويفسكي ورآه جديرا بالخلود ، قسا على الانسان فيه ، فهو ، عنده ، سجان من سجاني الإنسانية ، وهو سادي بعذب نفسه ويعذب الآخرين ، ويجرم يتعاطف مع الآثمين . وهذا كله ظاهر بین سواء في حياة دوستويفسكي الشخصية أو في انفعالاته الباطنة مشخصة في روايته « الاخوة کرامازوف » .
↚
واذا كان فرويد قد اقتصر ، في تحليله لشخصية ليوناردي فانشي على الرسام الايطالي في حدود فرديته ، فإنه في دراسته الشخصية دوستويفسكي قد عرض للأثر الرواني ولصاحبه ، وخرج عنهما إلى الكائن الأدبي بوجه عام ، يتجلى ذلك في وقوفه على إحدى اقاصيص ستيفان رایج Stefan Zweig ( 1881 1942 ) في آخر تقديمه لرواية دوستويفسكي يتجلى في قوله : « لا يمكن أن ترجع ، بسهولة ، للصدفة أن أكبر الأعمال الأدبية في جميع الأزمان ، أعني مأساة أوديب لسوفوکل وهملت لشكسبير والاخوة کرامازوف لدوستويفسكي ، تتعرض كلها لموضوع واحد هو قتل الأب ، خاصة أن الدافع الى ارتكاب هذه الجريمة في الأعمال الثلاثة هو المنافسة النسبية على المرأة ( 4 ) » .
تعليقات
إرسال تعليق