تحميل كتاب منهج كتاب سيبويه في التقويم النحوي pdf
كتاب منهج كتاب سيبويه في التقويم النحوي
حين درست و أبنية الصرف في كتاب سيبويه ، حاولت أن أبين أن الكتاب منهجا اتضح في تنظيمه أبواب علوم العربية التي يضمها ؛ إذ بدأ بالنحو وتدرج منه الى موضوعات لها مساس بالدراسة الصرفية ، تخلص منها إلى موضوعات صرفية بحتة ، أتبعها موضوعات تتردد بين الصرف والصوت وختمه بالبحث الصوت في باي التضعيف ، والادغام الذي اهتم به فجعله خاتمة لكتابه لاحتياج القراء إليه واهتمامهم به ، ففصل فيه الكلام على اصوات العربية ومخارج هذه الأصوات وصفاتها وما يطرأ عليها من تغییرات صوتية في اثناء التركيب . وقد تابع البحث في شواهد الكتاب وأصوله النحوية وقمت بدراسات اخرى فيه ، وقرات الكتاب مرات ومرات لهذا البحث او ذاك ، غير أنني لم أتطرق إلى دراسته دراسة نحوية متخصصة متبعة . وكان يدور في نفسي أن أنظم موضوعات الكتاب ، وأعيد ترتيبه بضم المتشابهات إلى بعضها بعد جمعها من الأبواب المتعددة التي تكرر الحديث فيها عن الموضوع الواحد غير متنبهة إلى ما دفع سيبويه الى هذا المنهج . وجاء السيد محمد کاظم جاسم البكاء طالبة ناضجة في السنة التحضيرية لدراسة الدكتوراه في كلية الآداب بجامعة بغداد - فلحظت تمكنه في علم النحو ، وبروزه بین زملائه بما يطرحه من اسئلة وآراء وتفسيرات نحوية وتعليلات ، وراقبت اهتمامه بما يثار في اثناء المحاضرة من مسائل الكتاب ، ورغبته في معرفة كل عبارة قالها سيبويه ، ومحاولته فهم كل أسلوب من أساليب الكتاب ، وتحليله أمثلته وشواهده ، فظننت ذلك جهد الطالب المقدم على مرحلة دراسية عليا بجد وإخلاص ورغبة في النحو ودراساته ، ولم استشفت تصميمه على أن يكون التقويم النحوي للاساليب في كتاب سيبويه ، موضوع رسالة خطط لها ويعمل على انجازها .
↚
ومرت الايام واذا بين يدي دراسة علمية تمثل كاتبها خير تمثيل وثيين عن شخصيته العلمية الناضجة الرصيئة المتعمقة المتبعة المنقبة الجادة الواعية ، واطلعت فيها على التحليل البديع لعنوانات أبواب النحو وما تحت هذه العنوانات مما بحثه سيبويه ، وقرأت تفسيره الواضح لمنهج هذه الأبواب التي ظنها الباحثون - قديما وحديثا - متفرقة غير مترابطة ، وأن فيها تکرار للكلام على الظاهرة النحوية الواحدة في اكثر من باب ، أوتوژعا الموضوع النحوي الواحد في أبواب متعددة من الكتاب فوجدت كاتبها السيد محمد کاظم البكاء لم يركب البحر ويتطلع الى أمواجه المتلاطمة على السطح وإنما مخر عبابه وغاص في لجته وأخذ يبحث في أعماقه ويستفتي ظلماتها عن الرابط بين ما حوته هذه الاعماق ، ويتبين موطن الابداع في تنظيمه الباطن الذي يظنه المطلع اطلاعأ سطحية أخلاط لا تناسق بينها ولا تجانس أو ترابط . ثم خرج لنا بهذه الرسالة التي أوضحت أن بين أبوابه ترابطة قوية بشڈ بینها منهج واضح منظم لا يمكن معه تقدیم باب على آخر أو وضع موضوع في مكان غيره ، وأن هذا المنهج السلك الذي ينظم فيه العقد ، كونت أبواب الكتاب فيه حباته وكان لكل حبة موقعها بين قريناتها ومكانها من العقد فلو أزيلت عن موضعها أو قمت على قريناتها الذهب رونقه ورواؤه ، وزال جماله وانفرط نظامه . وأن منهج الكتاب استدعى تقسيم البحث تقسيم خاصة وجعله في جزءين:
الجزء الأول : ( احکام الاسناد الاسم التام ) وهو في ثلاثة أقسام . اسناد الفعل وعمله في الأسماء والمصادر وما يعمل عمله ، وجاء هذا في ثلاثة أساليب . واسناد الاسم واحوال اجرائه على ما قبله ، وجاء في ستة اساليب . والاسناد الذي يعتمد الاداة ويجري مجرى الفعل ، او ما كان بمنزلته وجاء في خمسة اساليب . فحصر بهذه الأساليب الأربعة عشر ما يمكن ان يأتي عليه كلام العرب وسهل على المتعلمين معرفتها وحفظها .
الجزء الثاني : ( أحكام الاسناد الضمائر والاسم الناقص وسائر أقسام الاسم الاخرى ) وأن يلحق بالبحث ملحقأ تطبيقية في ترتيب ابواب الكتاب كا مثل لها سيبويه . وأظهر هذا التقسيم لهذه الرسالة رأن الكتاب أفضل ما ألف في النحو من الناحية التعليمية لانه يتدرج في دراسة أساليب الكلام وبناء الابواب في اتجاه ترکيبي يكشف عن العلاقات بين أنواع الكلم في اسناد الفعل واسناد الاسم ...الخ
تعليقات
إرسال تعليق