القائمة الرئيسية

الصفحات

من الأسلوبية إلى الشعرية PDF




من الأسلوبية إلى الشعرية
جان-ماري كلينكينبرغ
تقديم وترجمة: فريدة الكتاني

تقديم:
من المعروف أن "البلاغة"، منذ أرسطو، كانت، في دراستها لأنماط خطابية محددة (الخطاب التداولي والخطاب القضائي والخطاب الإشاري)، تبئر اهتمامها على وسائط إقناع المخاطب بصحة قضية ما. غير أنها لم تلبث أن فقدت هذه الخاصية الذرائعية المباشرة باتخاذها الخطاب الأدبي موضوعا امتيازيا لها، وخاصة منه الخطاب الشعري. ثم ازداد مجال اهتمامها بعد ذلك تقلصا لينحصر في إواليات ترصيف الكلمات في الجملة، أي فن الأسلوب، قبل أن تتحول إلى مجرد إحصاء لصور زخرفية مقولبة، وتصبح ممارسة مبتذلة سرعان ما اختفت من البرامج التعليمية.
ولئن كانت البلاغة ستشهد في الستينات صحوة نوعية بأثر من اللسانيات (البلاغة الجديدة)، فإن ما يهمنا من مسارها التطوري هذا هو أن "الأسلوبية" قد تولدت بالذات من نوع من القطيعة السجالية مع "البلاغة" في بداية القرن العشرين. وقد اختصت بملامح الموهبة والتفرد والإبداع في الخطاب الأدبي، أي دراسة فن التعبير عن حساسية الأديب باللغة واثر هذه اللغة على حساسية الأديب تلك. وهذا يعني احتفاء خاصا بالإمكانيات الأسلوبية للغة، أي "الآثار الأسلوبية" بالمعنى السوسري، أو "الوظيفة الانفعالية" للغة بالمعنى الجاكوبسوني.






غير أن هذا العلم الفتي (الأسلوبية) سرعان ما "انفجر" إلى مباحث لسانية مستقلة (علم المعاني، علم الأصوات…) أو تحول إلى نقد أدبي "تأثري" أو تأملات في علم الجمال، مما أفضى به إلى أزمة حقيقية ستكون، إضافة إلى عوامل أخرى (النقد الشكلاني في روسيا والنقد الجديد في أمريكا…)، إيذانا بظهور "الشعرية"، بما هي علم أخذ على عاتقه دراسة "أدبية" الأدب.
ولا شك في أن أهمية هذه الدراسة التي قمنا بترجمتها تكمن بالذات في عنايتها الخاصة بالتأريخ لهذه النقلة النوعية التي عرفتها الدراسات الأدبية المعاصرة من الأسلوبية إلى الشعرية. وقد كتبها Jean-Marie Kkinkenberg، أستاذ البلاغة والسيميائيات في جامعة (لييج) وأحد أنشط أعضاء "Groupe U" ببلجيكا الذين طوروا الدرس البلاغي. وهي منشورة في "Revue des langes vivantes"، المجلد 51، العدد 4، 1995، ص ص. 348-370.

رابط التنزيل

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات