القائمة الرئيسية

الصفحات



أساسيات النقد الشكلاني
أساسيات النقد الشكلاني
نبذة لا يحتويها البحث 
الشكلانيون الروس أو المستقبليون أو أصحاب النظرية الشائعــة ، تسميات أطلقت في النصف الأول من القرن العشرين على اتجاه نقدي يمثله عدد من النقاد والدارسين الروس كان منهم : ميخائيل باختين ، ورومان ياكبسون ، فلاديمير بروب ، مكاروفسكي ، شكلوفسكي ، بوريس إيخانباوم ، يوري تينيانوف. لقد شكّل هؤلاء أسس ثورة منهجية جديدة في دراسة اللغة والأدب بــدءاً من عام 1915م حين تم إنشاء حلقتين أو تجمعين أدبيين هما : 
1.حلقة موسكو اللسانية 
قد أسسه عام 1915م مجموعة من الباحثين الشباب وعلى رأسهم ياكبسون ، الذين كانوا يدرسون بجامعة موسكو حلقة أسموها بـ " حلقة موسكو اللسانية " هدفت إلى إنجاز دراسات لسانية وشعرية وعروضية وفولكلورية ، استقطبت عدداً من المهتمين باللسانيات وعدداً من الشعراء والمفكرين البارزين . 
2.حلقة سان بطرسبورغ .
هي جماعة 1915-1916 تشكلت في بطرسبورغ شكّل أصحابها جمعية لدراسة اللغـة الشعرية تسمَّت باسم أبويّاز OPOJASZ) ) وكان من أبرز أعلامها بوريس إيخنباوم ويوري تينيانوف . لقد شكّل عمل هؤلاء في النقد والتحليل والأدب والشعر ظاهرة كادت تتحول إلى نظرية دعيت بالنظرية الشائعة ، وكانوا يفضلون أن يسمّوا حلقتهم بـ " مدرسة المستقبليين " ، ولكن خصومهم هم الذين أطلقوا عليهم تسمية "الشكلانيين "، لاعتقادهم أنّهم أولوا جلّ عنايتهم إلى الشكل أكثر من اهتمامهم بالمضمون ، علماً بأن الشكلانيين يرفضون التصوّر الشائع والقائل بأن الشكل مناقض للمضمون. 
لقد أحدث الشكلانيون الروس نقلة نوعية في نظرية الأدب ، فجعلوا الآثار الأدبية نفسها محور دراستهم ومركز اهتمامهم النقدي ، وأغفلوا ما عداها من مرجعيات تتصل بحياة المؤلف وبيئته وسيرته ، وسعوا إلى خلق علم أدبي مستقل انطلاقاً من الخصائص الجوهرية للأدب ، وبحثوا عن عناصر بنية النص الأدبي ونظام حركة هذه العناصر . 
لقد رفض الشكلانيون هيمنة النقد الاجتماعي (السوسيولوجي ) ذي البعد الإديولوجي الذى ظل مسيطرا فترة من الزمن على الأدب الروسي ، فعكس حالة من الاغتراب عن النص الأدبي لصالح البحث عن سيرة المؤلف وموقفه وموقعه من الطبقات العاملة . وبالفعل كان قد طغى منهج الواقعية بأشكاله المختلفة ( الواقعية التسجيلية ، الواقعية النقدية ، الواقعية الاشتراكية .. ) حيث رأى أصحابه أن على الأدب حتى يكون أدباً أن يخدم ويحلل ويساهم في معالجة الواقع المعيش ، إلى أن سيطر على الأدب بعدٌ إيديولوجي أشبه بالعقيدة الجامدة مما حدا ببعض الباحثين إلى البحث عن تغيير نمط الدراسة أو القراءة للأدب ، والاتجاه إلى تأسيس تقاليد حوار وإثارة جدل مهم بنّاء ، وتقديم طروحات نقدية تنطلق من اهتمامات مزدوجة : ألسنية وجمالية ، ساعين إلى تقليص الهوّة بين حقليهما اللغوي والجمالي ، ومعمقين الاهتمام بقراءة النص الأدبي من الداخل ، جاعلين القيمة الجمالية قيمة مستقلة عن المعنى .
تحميل البحث

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات