كتاب فنون النص وعلومه PDF
تحميل كتاب فنون النص وعلومه PDF
دأب النقاد والمدرسون ومحترفو تحليل المضمون لمضمون النصوصا على توظيف مفاهيم مستوحاة من حقول معرفية مثل البلاغة والأسلوبية والسيميائيات والشعرية ، الخ . و هنا يحق التساؤل : هل يعتبر هذا التوليف المحمود مؤشرا على وجود تقاليد مشتركة و استعارات متبادلة وربما أيضا على وجود آفاق تكاملية بين هذه الحقول المعرفية المذكورة ؟ يبدو أنه من الصعوبة بمكان تحديد وجهة نظر عامة تمكن من تنظيم هذه المعارف ، لأن هوياتها مازالت متسمة بالتشتت ؛ ونعني بذلك أن الفيلولوجيا واللسانيات تدّعيان الانتساب إلى العلوم ، في حين تعتبر البلاغة والهيرمينوطيقا مادتين ذات طابع تقني ، والأليق أنهما تنتميان إلى ميدان « الفنون » . وفي نهاية الأمر ، ظهرت في فرنسا خلال ستينيات القرن العشرين كل من الموضوعاتية ( Thematique ) والشعرية ( Poetique ) ، وكأنهما يتمتعان بنوع من الاستقلالية ؛ إذ تميل الأولى نحو النقد الأدبي ، والثانية صوب ( علم الأدب ، الذي دعا إليه الشكلانيون الروس ، مجددين بذلك مشروع الرومانسيين الأوائل .
أما الأسلوبية التي تعتبر مزيجا من أشكال عديدة من النقد واللسانيات ، فان خاصيتها الفرنسية كمادة اللمباريات ، تعتبر أكثر من كافية التبرير حضورها الأكاديمي . من جهة أخرى ، و على الرغم من أن مفردة Discipline تعد مصطلحا شائعا و نوعا ما قدحيا في وقتنا الحاضر - فقد كانت كفيلة بان تستعمل للإشارة في الوقت نفسه إلى « الفنون والعلوم و أيضا إلى الخطابات النظرية التي لا تدعي بأنها من قبيل
↚
العلوم أو التخصصات ذات الطابع التقني . سنحاول دراسة كل هذه المعارف ، و سنعتبر مؤقتا أن لها موضوعا موحدا ألا وهو النصوص الشفوية والمكتوبة ، ولكن لن نصدر احكاما مسبقة تخص أغراضها المتباينة . لقد شكلت النصوص ، بصورة متواضعة ، موضوع اهتمام اللسانيين والسيكولسانيين ، وبصفة خاصة « الأدباء وعلماء آخرين في مجال الديداكتيك والمعلوميات ، وباختصار ، تعد النصوص محط اهتمام أهل النص المشتتين والمنتشرين في العديد من التجمعات الأكاديمية . لم يحن الوقت بعد للقيام بعملية تركيبية بين هذه الاختصاصات . وإذا قمنا بهذا ، ستكون هذه العملية سابقة لأوانها أو بالأحرى وهمية ، لأن مجموع النصوص يُكون ميدانا للموضوعية ، تتمسك فيه كل مادة بخصوصياتها . وبغض النظر عن علوم اللغة ، فكل العلوم الاجتماعية تعالج النصوص بطريقة صحيحة وقطعية من زاوية أهدافها المعينة . لقد قم بمراجعة موضوع بحثي من الناحية الابستيمولوجية والأكاديمية » وتمنيتُ أن أجد وجهة نظر تمكنني من تنظيم - ولو جزئيا - هذا الكم الهائل من المواد ، وأن أطرح مشروعا ثقافيا من شأنه أن يجمع الفيلولوجيا والهيرمينوطيقا في إطار دلالة النصوص جمعا ذا طبيعة وصفية ، ولهذا الغرض استند إلى الوصف الدقيق واستعنت بالإمكانيات الآلية للنصوص الرقمية .
تحميل كتاب فنون النص وعلومه PDF
تحميل PDF
تعليقات
إرسال تعليق