القصدية والمقبولية بين التراث النقدي والدرس اللساني الحديث
ميلود مصطفى عاشور
إياد نجيب عبد الله
الملخص
تهتم الدراسات النقدية الحديثة بالتطور الملحوظ في حقل اللسانيات وتحليل الخطاب؛ إذ شهدت اللسانيات المعاصرة تطوراً واضحاً تمثل في النقلة النوعية من لسانيات الجملة إلى لسانيات النص، حيث جمعت لسانيات النص ما بين اللغة والنحو والصرف والبلاغة والنقد، وبين علم النفس والاجتماع والفلسفة والمنطق والأنثروبولوجيا؛ كونها علومٌ تؤثر بشكلٍ أو بآخر في الإنسان مبدعاً كان أم متلقياً. وتتجسد مشكلة البحث في أن كثيراً من الدراسات النقدية العربية الحديثة التي ناقشت المعايير النصية السبعة أغفلت قضية تأصيل هذه المفاهيم بالرجوع إلى مظانها في كتب التراث العربي علاوةً على اهتمامها الملحوظ بمعياري التماسك والانسجام، وإغفالها لمعياري القصدية Intentionality والمقبولية Acceptability على ما لهما من أهمية في نجاح العملية التواصلية.
لذلك يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على معيارين من معايير نظرية نحو النص يهتمان بالمستوى التداولي للنص هما القصدية والمقبولية، وبيان مفهومهما عند النقاد والبلاغيين القدامى ومفهومها في الدرس اللساني الحديث، ويتبع الباحث في هذه الدراسة منهج التحليل والوصف في مناقشة معياري القصدية والمقبولية. وقد خلصت الدراسة إلى أن النظرية النصية تعتمد على فكرة النص المفتوح التي استفادتها من نتائج نظريات القراءة والتأويل؛ وتؤكد على أن عناصر التماسك النصي وآليات الانسجام الدلالي تمثل القرائن التي يستأنس بها المتلقي في توليد المعنى وتأويل المقصدية، وتؤثر تأثير بالغ في عملية الفهم ومقبولية النص.
رابط المقال
تعليقات
إرسال تعليق