موقع القارئ في الخطاب النقدي المعاصر
موقع القارئ في الخطاب النقدي المعاصر
يمكن حضور القارئ فبل البنيوية بالشكل الذي شهده في اتجاهات ما بعد البنيوية ، فقد عنيت المناهج السياقية من نفسية ، تاريخية ، واجتماعية بتفسير العمل الفني مرتبطا بسياقه لتاثيره المباشر في المبدع ، وكذا حديث سارتر عن الحرية والإلتزام بينما ركز النقد الجديد عن النص ونادي بالدلالية النهائية ، وهذا لا ينفي وجود إشارات تؤرخ لبدايات نقد استجابة القارئ كان ذلك مع مقولتي المغالطة التأثيرية والقصدية لوليام ومزات ومونرو بيدزلي ، أما ريتشاردز الذي حاول توضيح العلاقة بين القصيدة والشاعر وأراد بعمله أن يعيد الاتزان النفسي للنفس البشرية ، وفي حين الشكلانية لم تول اهتماما لا بالقارئ ولا بالسياق و‘نما نادت بالأدبية ،إلا أن مقالة جبسون حول القارئ الصوري مشاركة للنقد الجديد حول إستجابة القارئ فوجهت بذلك الانتباه من النص للقارئ . ولا يختلف الامر كثيرا حول حضور القارئ في البنيوية ، فقد أعلنت البنيوية رفضها لكل ماهو خارجي ، وقاربت النص من الداخل ، وهذا لا يعني عدم وجود نقاد اهتموابالقارئ ولو بشكل غير مباشر من ذلك ريفااتير ب‘شاعته لمصطلح القارئ العمدة ، نويل في التحليل النصي (النص له لاوعية الخاص ) ، كولر ( القدرة الأدبية ) أين بحث عن نظرية عامة للقراءة يتسني لنا بها الخروج بمعني من النص الأدبي ، باحثين في حديثه عن الأنا الأخري الناقدة لآراء الشخصية ، والوغ الجديد للحوار الداخلي ( الرواية المتعددة الأصوات). ويأحذ القارئ حضوره التام مع اتجاهات مابعد البنيووية ، فقد اهتمت التأويلية بالمعني وبالتالي القارئ ، وفصل غادمير بذلك النص عن مقاصد المؤلف ، وركز على الفهم في بعده التاريخي وأشار للحوار ، والمسافة الزمنية .... وفي نظرية القراءة أخذ القارئ المكانة التي يستحقها كحلقة مهمة في المقاربة النقدية ، كان ذلك مع ايزر وياوس ؛ فقد ركز الأول على التفاعا بين النص والقارئ (فعل القراءة) وظهر عنده مصطلح القارئ الضمني ،بينما أهتم الثاني بتاريخ سلسلة التلقيات وكذا تاريخ الأدب كما أنه تحدث عن أفق الإنتظار . ولم تغيب التفكيكية هي الأخري القارئ الذي يعيد ‘نتاج النص ؛ فالقراءة عند التفكيكين توحد بين النص والقارئ ، إضافة إلى أن المدلول التفكيكي في حالة مراوغة دائمة للدال ، ومن أعلام التفكيكية خصصنا بالذكر بارت بمقولته حول موت المؤلف ، وتعتبر محاولة التفكيكية بصفة عامة خطزة لإحلال القارئ محل المؤلف واعتباره عنصرا مفيدا في العملية التواصلية فحسب .
رابط الرسالة
تعليقات
إرسال تعليق