القائمة الرئيسية

الصفحات

تحليل النصوص الأدبية مدخل منهجي بيداغوجي



تحليل النصوص الأدبية

تحليل النصوص الأدبية  مدخل منهجي بيداغوجي 

النص الأدبي نسيج من العلاقات المتشعبة ، فهو يخفي عوالم وأسرار جديرة بالاكتشاف . وكلما كانت هذه العوالم والأسرار مثيرة لاهتمام القراء في مختلف الأزمنة والأمكنة إلا واكتسب النص مزيدا من الحيوية والأصالة . 
ومن هذا المنطلق فالنص الأصيل ، حتى وإن كان موغلا في القدم ، يستهدفنا ويسعى إلى أن يوقظ في داخلنا ردود فعل . ولكي نكون مؤهلين للتفاعل معه ، وقادرين على استخلاص المعطيات الجديرة بالدراسة و على بناء تحليل فعال وتأويل متماسك ، يلزمنا التسلح بمعارف ثقافية وكفاءات نقدية ومهارات في التنظيم المنهجي والبناء الحجاجي .

المعارف الثقافية

 تلعب هذه المعارف دورا أساسيا في توضيح الرؤية وتوسيع المدارك ، فكلما اغتنت الموسوعة الثقافية للطالب إلا وازدادت حظوظ تفاعله مع النصوص وتقوّت قدرات إدراكه لأبعادها الدلالية والرمزية . وإذا كانت الموسوعة الثقافية مجالا منفتحا ، يغتني ويتشعب بحسب اهتمامات الأفراد وميولاتهم ، فإن هناك معارف لا يمكن لدارس الأدب العربي أن يستغني عنها وفي مقدمتها:
- العناية بتاريخ الأدب العربي لمعرفة تطور الأشكال الأدبية وتأثير السابق في اللاحق 
- الإلمام بالأشكال التعبيرية وبخصوصيات الأنواع الأدبية ؛
 - معرفة المرجعيات الكبرى للكتاب أساطير - مرجعيات تراثية - مرجعيات معاصرة - أدب عالمي - فكر إنساني . . . ) ؛ - اكتساب معارف لغوية تتعلق بالنحو والمعجم والتركيب والدلالة . . . ؛ 
- اكتساب معارف اجتماعية وتاريخية وبيوغرافية ونفسية وفلسفية ، تمكن من إدراك المكونات المشكلة النسيج النص وفهم أبعاده وامتداداته وعلاقته بسياقه . . الخ

 الكفاءة النقدية

 ترتبط الكفاءة النقدية بمهارات الدارس في تحليل النصوص الأدبية، وهذه المهارات ترتكز على عدّة من المفاهيم المرتبطة بالمعارف النظرية والنقدية التي راكمها مسار نظرية الأدب والنقد الأدبي وتمثلها الدارس نظريا وتطبيقيا . من ذلك مثلا : المفاهيم المرتبطة بالبلاغة والدراسات الأسلوبية والشعرية والسيميائية والسردية والدراماتولوجية . . . أو المقولات الأدبية الكبرى من قبيل : السجلات الوجدانية ، والغنائية ، والرثائية ، والملحمية والدرامية ، والهزلية . . .

 التنظيم المنهاجي والبناء الحجاجي

 الإقناع رهين بمدى قدرة الطالب على فرض حضوره وشد انتباه القارئ . وهذا الأمر غير مرتبط فقط بأهمية النص الذي يدرسه وإنما أيضا بطريقة تحليله له . وإذا كانت فرضية التأويل تفتح النص على قراءات متعددة ، فإن الانطلاق من المعطيات النصية يمكن من استخلاص المنظور القرائي وفق ما يقتضيه السياق ، كما أنه يعصم التأويل من الوقوع في شرك الإسقاط والتعسف ويجعله مرتبطا بصميم النص ..
تحميل pdf 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات