الخطاب الحجاجي دراسة نظرية في ماهية الخطاب وعلاقته بالحجاج
يعد الخطاب الحجاجي من الموضوعات التي صارت من أولى أولويات الدرس الحديث . وهذا الأخير حاول أن يسن له فوائين تضع الباحثين وفق الدرب الصحيح نظرا لأهميته في كل مجال من مجالات الحياة ، فللمجتمع سياقات كثيرة تتطلب خطابات متنوعة تقتضيها العملية التفاعلية المتبادلة بين المرسل والمرسل إليه وفق ضوابط معينة ، مع الأخذ بالحسبان الظروف المحيطة بإنتاجها . وكذلك مفهومية المتلقي ، ومدى قدرته على الاستيعاب وتحديد مقصدية المتكلم وما بتوخاه من خطط معينة واستراتيجية للتبليغ عن هذه المقاصد وتتنوع طبيعة الاستراتيجية المنتقاة تبعا النفير وتنوع هذه المعطيات.
كما يشكل مصطلح الحجاج - مفهومة ومجالاته المندرج في علم البلاغة في العصر الحديث عنوانا لمجموعة من المباحث التي أسفرت عنها الدراسات اللغوية الحديثة التي قامت على فكرة تطوير العلم الذي يبحث في الأليات الإقناعية الكامنة في الخطابات على اختلاف أنواعها ، مما دفع بها إلى إقامة اتصال مع مجموعة من العلوم منها : اللسانيات والمنطق والفلسفة - وهذا ما جعل الدكتور محمد العمري يصف هذا العلم بقوله : " هو العلم الذي يمد الجسور بين علوم الإنسان وعلوم اللسان ، وغيرها من العلوم الإنسانية التي تفاعلت وكشفت عن نظرية الحجاج التي تؤمن بالطبيعة الحجاجية للغة ، والخصائص الإقناعية التي يتمتع بها كل خطاب والتي
تمكنه من تبليغ معانيه وما يتبعها من الالتزام بالبات تعبيرية وتقنيات مخصوصة لتحقيق غاياته لإقناعية ، فلا يكاد يخلو أي خطاب من الحجاج في مجالات السياسة ، الدين . القضاء والتربية ، بغية التأثير في المتلقي واستمالته بالحجج والبراهين التي تهدف لدحض وإفناد مفاهيم ومعتقدات ومناء آراء ومفاهيم جديدة على قناعة ، مما يجعله يستجيب للدعوى المقدمة فينعكس ذلك على وجدانه ، وفكره ،وتصرفاته فتكون مصحوبة بتغير جذري بلاحظ ويقاس في مختلف مجالات الحياة .
تحميل الخطاب الحجاجي
تعليقات
إرسال تعليق