الوسيط فى قواعد الاملاء و الانشاء pdf
ليس شيء ادعى إلى ضرورة العناية بـ « علم الإملاء أو ما كان يعرف عند الاقدمين بـ « الخط القياسي » ، من تعظيم علماء العربيّة لهذا العلم والتأكيد على أهميته وفضله في إحكام أصول الكتابة وشرط هذا الإحكام في أداء المعاني وإصابة القصد من التعبير والكلام
ونحن نتلمس خطورة هذا العلم ، وما له من باع طويل في اتقان الكتابة وتحقيق الغاية منها ، فيما ذهب إليه العلامة ابن خلدون حين عرف هذا العلم وحدّد مرتبته بقوله « هو رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس فهو ثاني رتبة عن الدلالة اللغوية ، وهو صناعة شريفة إذ الكتابة من خواص الإنسان . . . وأيضا فهي تطلع على ما في الضمائر . . . وخروجها من القوة إلى الفعل ، إنما يكون بالتعليم » .
فقد شدد ابن خلدون على أمور متصلة برسم أشكال الحروف وكتابتها ودلل على مكانتها في وظائف اللسان واللغة ، وتحقيق التواصل الفكري بين الناس ما دامت من خواص الإنسان التي تميّزه عن البهيمة وبها يتم الاطلاع على العلوم والمعارف وصحف الأولين وما كتبوه في علومهم وأخبارهم ، فهي شريفة ، بجميع هذه الوجوه والمنافع .
إن كتابنا هذا الوسيط في قواعد الإملاء والإنشاء ، يستجيب اول ما يستجيب لهذه الغاية المثلى التي لا غنى للمنشيء والكاتب والأديب وجميع الذين يتعاطون صناعة الحرف ، أياً كان الموضوع الذي يتناولونه في تأليفهم ومصنفاتهم . . . عن إتقانها والعناية بها . وليس من باب الصدفة أن يجمع هذا الكتاب والإملاء إلى الإنشاء ، في إطار واحد . فالإنشاء الصحيح في عبارته وأدائه إنما يستمد أسباب صحته من اللغة ، والإملاء باب بارز من أبوابها .
إن مادة المعارف حين أهابت بي إلى وضع هذا المؤلف وعلى هذا النحو من الوضوح والبيان ، وبحدود أرقى من حدود كتابنا الأسبق الوجيز في قواعد الإملاء والإنشاء إنما توخت أن تضع بين يدي المهتمين بشؤون اللغة إلماماً أو تدريساً كتاباً جديداً قريب المتناول غير بعيد المأخذ ، وقد حرصت على أن يأتي هذا الكتاب متفقا وطرائق التعليم التربوي الحديث منطلقة قواعده وفنونه من النص والنموذج البياني المشبع تحليلا ودرساً ، والمفضي دونما تعقيد أو التواء إلى الاستنتاج والذي تترسخ معه الأحكام لاحقاً بالتمارين التي تهيء سبل التجربة التعليمية الذاتية وتجعل المتعلم في مواجهة مباشرة مع خطوات التطبيق الذي هو عماد العلم في الأزمنة المعاصرة .
تحميل الكتاب pdf
تعليقات
إرسال تعليق