كتاب نظرية النقد الأدبي الحديث pdf
تحميل كتاب نظرية النقد الأدبي الحديث pdf
ليوسف نور عوض.
حدثت تطورات كبيرة في مجال الدراسات النقدية المعاصرة ، وكانت هذه : التطورات نتيجة حتمية لما حدث في مجال الدراسات اللغوية والأدبية والفلسفية ونحوها ؛ وعلى الرغم من أنه ماتزال هنالك كثير من الاتجاهات « الدوغائية ، في مجال الدراسات النقدية ، فقد وضح بشكل موضوعي أن سائر الاتجاهات النقدية يمكن أن تتعايش في إطار ما أصبحنا نعرفه في الوقت الحاضر با نظرية النقد ، ، ولا تمثل هذه النظرية رؤية واحدة متكاملة ، وإنها تمثل سائر الاتجاهات بكل ما فيها من نواحي القوة والضعف ، ويلاحظ بصفة عامة أن « نظرية النقد ، في حقيقتها علم غربي خالص ، ولا يعني ذلك بالطبع أن المفكرين أو النقاد في الثقافات الأخرى لم يسهموا في هذا العلم بشيء يُذكر ؛ بل يعني فقط أن نظرية النقد من حيث هي توجه يخدم غاية بعينها ، فإنها إسهام غربي خالص ، استهدف في الأساس أن يجعل من الدراسة النقدية مجالاً نثري به مواقفنا من الحياة على اعتبار أن الحياة في حد ذاتها نص كبير وأن الموقف منها يشبه إلى حد ما الموقف من الأدب ، ويختلف هذا الاتجاه في جوهره عن الاتجاهات القديمة ، والتي وإن اضافت الكثير إلى فهمنا للأدب فإنها ظلت تركز على الأدب من حيث هو بناء فني خالص يقف محايداً في المسائل التي تتعلق بكثير من القضايا الاتصالية والبراجماتية التي تثيرها في وقتنا الراهن .
ولا شك أن القول بأن « نظرية الأدب ، علم غربى خالص يثير كثيرا من الحساسيات في عالمنا العربي ؛ ذلك أننا ظللنا فترة طويلة نضع نقادنا أمثال الدكتور طه حسين والعقاد والمازني وشكري وعبد القادر القط وعز الدين إسماعيل وأخيرا عبد السلام المسدي
↚
وعبد الله الغذامي ونحوهم ، في مصاف المواهب التي تجاوزت إطارها المحلى ، ولا يشك أحد في أن هؤلاء النقاد أسهموا إلى حد كبير في إثراء عملية النقد في العالم العربي ؛ ولكن يجب أن نرى بوضوح أن معظم هؤلاء انطلقوا في واقع الأمر من نظريات وتصورات غربية خالصة ؛ وإذا كان ذلك لا يحرمهم من مكانتهم كنقاد تطبيقين ؛ فإنه ولا شك يثير كثيراً من التساؤلات حول أحقيتهم في أن يكونوا نقاداً منظرين .
ويبدو من الضروري في هذه المقدمة أن نفرق تفريقاً واضحاً بين النقد الأدبي اونظرية النقد الأدبي . فالنقد الأدبي هو فن النظر في النصوص الأدبية المفردة وإصدار الحكم عليها ، وأما نظرية النقد فإنها لا تحفل بالأعمال الأدبية المفردة ، إلا من حيث هي توضح اتجاهاً من الاتجاهات النقدية ؛ وإنها تحفل بالاتجاهات والمبادىء التي تحكم مواقف النقاد من الأعمال الأدبية المفردة ، ونظرا لأن هذه المبادىء تختلف من منظر الآخر فنحن نجد أن الذي يفرق بين اتجاه نقدي وآخر هو درجة التركيز على الجانب الذي تقوم النظرية النقدية عليه سواء كان هذا الجانب المرشل ( المؤلف ) ، أم الرسالة ا ( العمل الأدبي ) ، أم المتلقي ( القاريء ) ؛ وذلك بحسب النموذج الاتصالى الذى أوضحه د رومان جاكبسون ) . : ولما كنا نميل بصفة عامة إلى النظرية البلاغية ، فنحن نرى أن النموذج البلاغي والذي ينظر إلى العمل من زاوية عناصره الثلاثة ، المرسل والرسالة والمرسل إليه ، أو من زاوية طبقاته الثلاث ، الاتصالية ، والسميائية ، والبراجماسية ، هو القادر على أن يوضح جوانب القوة والقصور في نظرية النقد . وقسمنا دراستنا هذه إلى ثلاثة أبواب أساسية ، تناولنا في الباب الأول بعض الاتجاهات الرئيسة في نظرية النقد المعاصرة ، وهي الاتجاهات الإنسانية ، والألسنية ، والأيديولوجية ، والنسوية ، وإلهرميوناطيقية ، وتناولنا في الباب الثاني علم النص الذي يمثل خطوة رئيسة في تصور العمل الأدبي من حيث هو بنية بلاغية ، وتناولنا في الباب الثالث ما أضافه العرب القدماء من نظريات يمكن أن تساعد تصورنا في إقامة نظرية | نقدية بلاغية متكاملة . وجعلنا ذلك الباب ملحقاً .
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق