القائمة الرئيسية

الصفحات

المعنى خارج النص أثر السياق في تحديد دلالات الخطاب pdf


المعنى خارج النص أثر السياق في تحديد دلالات الخطاب pdf


المعنى خارج النص أثر السياق في تحديد دلالات الخطاب pdf

تحميل كتاب المعنى خارج النص أثر السياق في تحديد دلالات الخطاب pdf 
يمثل المعنى النتيجة المرجوة من كل نص أو رسالة ، وهو خلاصة ما يود المرسل أن ينقله للمتلقي ، ولكن هذا المعنى قد لا يتحقق من اللفظ فقط ، فهناك الظروف المحيطة بالحدث الكلامي ، وموجهات المعنى الداخلية والخارجية للمرسل وللجماعة التي ينتمي إليها ، وهناك ممكنات التلقي التي تسعف معنى الرسالة ، وتحرك دوافعها في اتجاهات مختلفة . 
إن اللفظ وحده قد لا يكون قادرا على تقديم المعنى الإجمالي ، أو المحدد للرسالة ، بمعنى أن الألفاظ قد تتيح عدة خيارات للرسالة الواحدة ، ولكن السياق الذي يحكم مجريات الرسالة ، ويتحكم في معطياتها ، وبواعثها ، ومنطلقاتها ، وأهدافها يحدد طبيعة هذا المعنى ، ويتحكم في إقصاء الاحتمالات الأخرى ، عن طريق دعم المقترح الأكثر بروزا وحضورا.
 والسياق نوعان : سياق داخلي أو سياق التلفظ ، ويتمثل في عناصر اللغة . وكيفية تتابعها في الصياغة والتراكيب ، وهو بذلك يمثل معطيات لغوية يمكن تحليلها من داخل النص ، أو الرسالة . وهناك السياق الخارجي أو سياق المنام ، وهو السياق الذي يمثل مجموع الملابسات الخارجية التي تحكم عناصر الموقف اللغوي ، من سياقات نفسية تمثل دوافع المرسل ، أو تحكم استجابة المتلقي ، أو سياقات ثقافية تتعلق بالمحيط الثقافي الذي يحكم المرسل والمتلقي الرسالة . ولقد اهتم البلاغيون القدماء والمحدثون بالسياق اهتماما يتناسب وقيمته في التواصل الاجتماعي ، وأثره في دراسة النص وتحليل الخطاب ، ودوره في عملية التلقي . وتناولت هذه الدراسة السياق بالدراسة النظرية والتطبيقية التحليلية ، وتكونت من ثلاثة فصول :

الفصل الأول : مدخل نظري حول مفهوم السياق ، و نشأته وأهميته ، وتطوره ، وأنواع السياقات المختلفة ، والسياق عند البلاغيين القدماء ، والسياق وعلاقته بالنص والتواصل ، والتلقي . 

الفصل الثاني : أثر السياق الفني في تغيير دلالة الخطاب الشعري ، دراسة تحليلية لنصوص شعرية من الشعر المعاصر . 

الفصل الثالث : أثر السياق النفسي والثقافي في تغيير دلالة الخطاب النثري ، دراسة تحليلية لنصوص سردية معاصرة .

↚ 

مقاربة عامة : 

المعنى واللفظ هما ثنائية التركيب اللغوي في شكله العام الذي تفترضه اللغات ، وتلك الثنائية في شكلها المتماهي الكينونة تهدف إلى توصيل خطاب اجتماعي ، أو تواصلي ، أو معرفي ما ، فاللفظ هو مادة الخطاب أو الرسالة ، في حين أن المعني هو مضمون الرسالة أو الهدف منها الذي يقصده المرسل ويفهمه التلقي . إلا أن المعنى ( مضمون الرسالة ) لا ينحصر حدوثه التام من خلال بنية التركيب ومادته ، أي العلاقة بين الدال والمدلول فقط ، فهناك الإطار اللغوي الذي يحدد دلالة كلمة أو تركيب ما ، وهناك الإطار الاجتماعي والثقافي الخاص ، الذي يشكل خلفية ذهنية ينبغي أن تكون مشتركة بين المتلقي والمرسل لتوحيد المعنى بينهما . إن السباقات اللغوية والاجتماعية ، والثقافية المتعددة ، كثيرا ما تخرج بالمعنى إلى دوائر خاصة ، هذه الدوائر تتكون من أفعال لغوية متوارثة . أو متفق عليها في جماعات محددة . وتتعدد هذه الدوائر وفق الرؤى المعرفية . أو الحالات الإنسانية . كما أن هذه الدوائر تتسع وتضيق وفق المدلولات العامة والخاصة . الأفقية الخطية للجماعات 
 الخطابة : مثل الشعوب ، والقوميات والمجتمعات والمهن ، والحرف ، والمعارف والفنون ، ووفق المدلولات العامة والخاصة الرأسية والعمودية ، كالعصور والأزمنة .
 كما أن اللغة الفنية تهدف وبشكل قصدي إلى مغايرة المعنى اللفظي ، عن طريق حيل كلامية ، تستهدف خلق سياقات لغوية وفنية خاصة ، يلجأ إليها صاحبها ليتمكن من صناعة معنى جديد ، عن طريق الدمج بين الألفاظ وتركيبها بشكل غير مألوف أو عن طريق قصقصة أو قطع أواصر اللفظ حذفا للخروج بمعنى جديد ، أو لاستقطاب معنى ذهني بعيد عن المتلقي العادي ، وهذا يشكل في حد ذاته سياقا نسقيا فنيا ، مصنوعا ومستهدفا من قبل الطاقة التخيلية لدى الأديب والكاتب . 
تحميل كتاب المعنى خارج النص أثر السياق في تحديد دلالات الخطاب pdf 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات