القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب المرجع في تدريس اللغة العربية pdf


كتاب المرجع في تدريس اللغة العربية pdf


كتاب المرجع في تدريس اللغة العربية pdf

تحميل كتاب المرجع في تدريس اللغة العربية pdf
 كتبت هذه الصفحات في أزمان مختلفة متباعدة ، بعضها أوائل عام ۱۹۰۲ ، وبعضها الآخر صيف ه ذا العام ، وقد أصابها على عشر سنين من التغيير والاصلاح والتعديل شي كثير ، حتى ما تتشابه الأصول في الأمثلة وفي الفصول . ذلك لأني كتبتها أول الأمر في حاجة ملحة لطلاب و المعهد العالي للمعلمين ، قبل أن يتحول إلى كلية التربية ، وجعلها في جملة المراجع التي أشرت اليها ، وأردتها نواة تنطلق منها بحونهم ومناقشاتهم وتطبيقاتهم . ثم بدأت في كل عام أصلح منها فأضع فصلاً مكان فصل ، كلما أثبتت التجربة أمراً جديداً أو أوصدت موضوعاً غامضاً ، أو دلت الدروس العملية التي كنا نقوم بها في المدارس الاعدادية والثانوية للذكور والاناث ، على شيء يدعو إلى الاضافة أو الحذف . فهذه الصفحات مدينة قبل كل شي للطلاب والطالبات ، لأنها مرة تجاربهم في الكلية وفي صفوف التدريس ، صحبتهم فيها وناقشت في أمرها ، وسجلت زيدة ما انتهينا إليه في طرق وقواعد وملاحظات ما تزال تحتمل النقاش والجدل .
 ولقد استعنت في هذه التجارب ما خبرته خلال أعوام طويلة في مراحل التعليم المختلفة وفي منابر التدريس ، من مقاعد الدرس الابتدائي إلى منبر الجامعة . ولقد كنت أفيد من أساتذتي الذين عرفتهم فأسجل الخير الذي وجدته عنده ، أو أشير إلى ما ينبثق عن ملاحظاتهم ، وذلك كله اختلط في هذه الصفحات ، فله أشر إلى مصدره ، وأما انتفعت به كما ينتفع النهر بروافده ؛ وأفدت من كتاب العربية الفحول وقادتها في معركة الأدب ، وقد تجمعت حول اللغة أسباب كثيرة دفعتهم إلى النقد والتصميم ورسم الطريق في سبيل نصرتها لان انتصارها كان نصراً للقومية العربية . أجل ، لقد أفدت في كتابة هذه الصفحات من أساتذتي ومن أدباء العربية ، فقرأت ما ألف هؤلاء وهؤلاء في نصرتها وفي تدريسها من كتب لا أستطيع هنا أن أعرض لها كلها بالتفصيل ، ولكني لن أغفل بعضها فقد كان له أثر كبير في نفسي.

 ثروة اللغة والعقبات التي تعترض الاستفادة منها

1 -المفردات :

 سنحاول في هذا الباب أن نبسط أهمية اللغة العربية وغناها ، وما يجب أن يفعل المدرسي لخدمها . فنحن نعلم أنها ترعرعت في جنوبي البلاد العربية وسافرت الى الشمال على لهجات وفروع . ثم سلكت سبيلها إلى بلاد الشام ، وتوزعت في هذه الأثناء بين لغات مختلفة . وقد كتب لها النصر في الشمول والقوة والعموم والوحدة حين نص العرب إلى أسواق يقيمون فيها بين السلع نقد الشعر . وهذه الأسواق أصغت إلى كثير من صيغ الأدب العربي ورددت جانباً ضخماً من مفردات تنقلت على العصور حتى بلغتنا .

 وهذه المفردات يجب أن تجمع اليوم جمعاً ثانياً وأن تجعل لها معاجم خاصه ، وأن يقوم المدرسون بتبويبها وفاق العصور ، فيكون لدينا معجم المعاني ، وآخر للألفاظ . وقد ظهرت هذه اللغة في المعلقات ودواوين الشعراء الجاهايين ، طبع أكثرها طباعة غير محققة ولا دقيقة ، وتسلم أصحاب المعاجم اللسان و « التاج » أكثر ما فيها من مفردات . ولكن أصحابها الشعراء ظلوا على ذلك مظلومين إلى اليوم . 

2- الشعر :

 والشعر الجاهلي في نظر النقاد والعلماء ينبوع اللغة العربية ، وأساس للأدب العربي ، يكاد يلخص كل الأغراض التي طرقت ، وكل المفردات التي يتداولها العرب بعد ذلك . ولعل هذا الغني الواسع جنى على الشعر فتطرق إليه شك كبير إذ قام بعض العلماء المستشرقين يستكثرون على العربي غنى كهذا الغني وسعة كهذه السمة . وهذا الغني في المفردات والتراكيب ، زاد للعصور القادمة والأخيلة المختلفة ، لو وقف عنده أدباء هذا العصر في النقد والتحليل والتبسيط والتوضيح لبلغوا مبلغاً كبيراً . وهذا الشك الذي راود بعض العلماء ظلم جوانب كثيرة  من هذا الشغر ، وظن المتأدبون أن الجاهلية في أكثر شعرها  مخترعة  مع أن أكثر هذا الزاد الجاهلي انتقل إلى عصر بني أمية ، وعاش على ألسنة الشعراء الأمويين في العصر الأموي . تقسيم العصور الأدبية - في رأي بعض النقاد - خاطىء لا يستند إلى علم واضح ، لان العصر الأموي امتداد للعصر الجاهلي في أكثر الصور والتراكيب . 
فاذا كان العصر العباسي انتقل الشعر إلى رحاب جديدة ، وأدرك العرب أن جوار الفرس سينقلهم إلى أغراض لم يكونوا يعلمونها وصور لم يكونوا يلمون بها . وهنا يمكن تقسيم الشعر إلى فنون أدبية حسب رفعته وانخفاضه إلى أن تسقط شعلة الشعر ، ويذبل زهر هذا الادب . فالعصر الأخير عصر الانحطاط وليس بعده إلا عصر الوعي الذي نعيش فيه . 
تحميل pdf
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات